نيروز الاخبارية : وعقــدنا العزم أن تحيــا الجزائر ! بقلم : د. خضر عيد السرحان سلام على الجزائر سلام على بلد المليون والنصف شهيد في سبيل التحرر والتخلص من الاستعمار، سلام على حرائر الجزار اللواتي أرخصن الحلي والجواهر والدم من أجل التحرير ولطخن أجسداهن بروث الدواب حتى لا يلمسها المستعمر. لم أكن أعرف عن الجزائر الا الشيء القليل وهو مايتعلق بثورتها ضد الاستعمار الفرنسي وموقف الدول العربية منها وموقف الأردن من تلك الثورة ودعمه لها، يقول جلالة الراحل العظيم الملك حسين طيب الله ثراه حينما استقبل وفد الثورة الجزائرية بقيادة عباس فرحات : "نحن فقراء في هذه الدولة التي ليست لها موارد، لكن جهاد الجزائر مقدس، وإعانة هذا الجهاد دينا وعروبة وسياسة أمرٌ واجب ومحتّم، فنحن لا نملك إلا لقمة العيش، وأعلن هنا أمامكم جميعا، أننا نقتسمها معكم، مهما كانت". وقد أسهم الشعب الأردني والجيش الأردني مساهمة فعالة في الوقوف الى جانب الثورة الجزائرية على الرغم من ظنك العيش والمرحلة الصعبة التي كانت تمر بها البلاد. حيث تبرع الجيش الاردني براتب شهر كامل لدعم الثورة الجزائرية وتم تجهيز السفينة دينا والتي نقلت السلاح والتبرعات من ميناء الاسكندرية الى الثورة الجزائرية التي أشرف على تحميلها ومتابعة وصولها مباشرة جلالة الملك حسين رحمه الله. لا أريد أن أطيل بسرد الأحداث والمواقف الأخوية بين الشعبين الشقيقين أثناء المحن والتي غيبها ولم يذكرها اعلامنا الأعلام الجزائري ايضا ولا أعلم لماذا؟ الا أنه تقصير واضح في الجانب الاعلامي حتى أن الكثير من الجزائريين لا يعلمون هذا الامر أو قد جير للجهات أخرى وبلد آخر وهذا تقصير منا نحن الأردنيون، بقيت الفجوة واضحة وأنا هنا اتكلم عن جانب شخصي وشعبي لارسمي الى أن التقينا بشيخ المؤرخين الجزائريين – الجزائري أولا والأردني ثانيا – ابو القاسم سعدالله رحمة الله والذي كان خير من يحمل الأمانة العلمية والفكرية والاخوة العربية فتعلمنا منه وعلمنا، عرفنا على الجزائر أكبر بلد عربي وأكبر قلب عربي يتسع للهم العربي ويحاول أن يكون وسطيا مع الكل، كما حمل هو أيضا فكر الشعب الأردني وانفتاحه على الاخر، وقد أطلق على بيته الخاص في الجزائر بيت الأردنيين ،واذكر حينما كان يخاطبنا يجب أن تفعلوا حواركم مع المغرب العربي بشكل عام ولو بشكل شخصي، وأخذت كلمته هذه موقعها في قلبي وفعلا قررت أن أزور الجزائر وفي أحد الملتقيات العلمية في الجزائر قُدمت ورقة علمية تفتري زورا على تاريخ الأردن ومواقفه، وعندما اعترضت انا وزميلي الأردني على الورقة تم ايقافها وتضامن معنا اغلب الحضور من الأخوة الجزائريين الذين لم نعرفهم الا خلال 24 ساعة، وسمحوا لنا أن نتحدث نحن ونصحح كل المغالطات وبعد حوار جميل ومفيد قال الأخوة: اعذرونا فنخن كنا نسمع من طرف واحد ولا نسمع منكم هذه الحقائق فكانوا يبادلوننا نفس الحب والغيرة على الأردن فتحية الى قسنطينة ومدرستها العليا للأستاذة التي كان لها موقف مشهود ومشرف معنا . ما يهمنا هنا ونحن نتحدث عن الارهاب والارهابيين ومقتل الارهابيين وبينهم من يحمل الجنسية الجزائرية أن أذكركم أن هذا البلد العزيز والمدرسة التي تعلم الولاء والانتماء للأرض من خلال ثورتها المقدسة، قد ضربها الارهاب قبلنا ومرت بعشرية دموية دامت ما يقارب عشر سنوات كادت أن تهدم أركان الدولة الجزائرية وتمحيها من الوجود نهائيا فلم يكن الارهاب ضد أجهزة النظام فقط وانما كان ضد الشعب والأرض والبنية التحية من مدارس وجسور ومصانع ومطارات فلم يترك وحده أمامه إلا وهدّمه فقد تجاوز في اجرامه وعدوانيته ما قام به الجيش الفرنسي خلال مرحلة الثورة التحريرية، فقد خرب البنية التحية وقتل وحرق الناس أحياء واغتصب البنات والنساء وبث الرعب في النفوس بالقائه المفرقعات في المطارات وأماكن التجمعات ولم يكن أحد يعتقد أن الجزائر سوف تنجو من شره وخبثه. أما عن العناصر الارهابية فجاءت من جميع انحاء العالم، وخسرت الجزائر قرابة ربع مليون شهيد في هذه الاحداث بالاضافة الى خسائر مادية تجاوزت 25 مليار دولار، فوجود شخص ارهابي أو مجموعة ارهابية وان حملت جنسية بلد معين هي لاتمثل الا فكرها الخبيث المنحرف ولا تمثل البلد الذي خرجت منه. فسلام على الجزائر برها وبحرها سمائها وأرضها وأهلها الطيبين الذين يبادلوننا حب بحب ففتحوا نوافذكم وأبوابكم وعقولكم اتجاه ذلك القطر الشقيق لتكن بيننا علاقات تكاملية فكرية اقتصادية سياسية ترقى الى حجم الحب الشعبي المتبادل بين الشعبين.