من «بخت» النظام السياسي أن يكون له خصوم معارضون سطحيون، يعتمدون خطابا قائما على التشبيح والتشبير والنعيق والزعيق.
و من بخت أعداء النظام السياسي وخصومه الدوليين والاقليميين والداخليين، أن يكون مؤيدو النظام السياسي، من السطحيين والمرتزقة واصحاب الولاء الصوري الأجوف.
يمكن بالطبع ان يكون العدو نافعا بطريقة غير مباشرة، على قاعدة: «قل لي من هو صديقك ومن هو خصمك اقل لك من انت وما هو وضعك».
ويمكن أن يكون المؤيد المتحمس الخاوي، ضارا ومؤذيا، كما هو الدب الذي قتل صاحبه.
عندما كنا في المعارضة السياسية، واظب احد الانتهازيين الطامعين في «شرهة» على مهاجمتنا في كتاباته الهزيلة.
أمسكته وقلت له: ولك يا اهبل خلينا في المعارضة اربحلك، فإن صرنا موالاة، بنقَطِع رزقك !!.
وهذا ما صار.
حضر شفيق الكمالي رئيس اتحاد الكتاب العرب، واضع النشيد الوطني العراقي «أرض الفراتين» انتخابات رابطة الكتاب الأردنيين في أواخر السبعينات، وبعد انتهاء عملية الفرز -وكنت من الفائزين برئاسة الدكتور محمود السمرة- دعونا ضيفنا إلى عشاء في مطعم البستان، وهناك قال الرجل: لم أرَ أذكى منكم. لقد فرزتم واحدا منكم، ليلعب دور المعارضة في اجتماع الهيئة العامة اليوم.
قلنا له: المعارض الأهوج الذي تقصده هو ضدنا. ومن حظنا انه على تلك الدرجة من الفعفطة والنطنطة.
أقرأ مقالات ساذجة، تحقق عكس المراد منها، حين تضع المظلوم الذي تريد نصرته في قفص الاتهام، ثم تأخذ في الدفاع عنه !!.
الحالة الدفاعية هي اضعف الحالات على الإطلاق، والفريق الذي يلعب مدافعا، بالتأكيد لن يسجل اهدافا !!
فالكولسترول منه الزين ومنه الشين. كالأورام، منها الحميد ومنها المبيد.
ولأننا نعرف نظامنا السياسي، المشهود له بالكفاءة والحنكة والخبرة، فعلينا ان ندقق في «الشخصيات» الذين يعتلون صهوة المعارضة، ذوي الأصوات العالية والشعارات المدوية، لمعرفة من تم فرزه ليقوم بالدور.
و ما هو معلوم للسياسيين ذوي التجربة:
أن المعارضة الفردية show.
أن الصوت المدوي، والشعار المغامر، والتطرف والصخب، وضع مريب لا يؤسس موقفا.
المواطن الأردني ذكي جدا، لا تنطلي عليه «الهوبرات»، و يقرأ الممحي !!