وفي نهاية المطاف وبجهود أردنية دبلوماسية بقيادة الملك عبد الله الثاني، تم الاتفاق بوعود قطعية تؤكد بالافراج عن الأسيرين الأردنيين "عبد الرحمن المرعي" " وهبة اللبدي" نهاية الأسبوع الجاري والذين كانا محتجزين ادارياً ظلماً وبهتاناً وبطريقة غير شرعية ولا قانونية ولا انسانية ومرفوضة جملةً وقانوناً عند سلطات الاحتلال الغاشم.
وفي خضم ما سبق من أحداث مؤسفة نستذكر خلالها ما عانه الأسيران من تعذيب نفسي وجسدي مهين ومن اضراب مفتوح عن الطعام ألم بهم على أثره أمراض وأزمات صحية ونفسية لا تنسى و أوجاع قهرية لا يغتفر لفاعلها الصهيوني مهما حدث.
وما يستحق الوقوف لوهلة عنده هو سؤال بقي يراود جدار عقلي و أفكاري " لماذا كل هذا التوجيه والاهتمام بقضية الأسيرين مؤخراً وما يزال في سجون الاحتلال معتقلين أردنيين لأكثر من ربع قرن دون أي خبر عن حالتهم وما جد في ملفات اعتقالاتهم المجمدة عند عدونا اللدود.
لكن في حقيقة الأمر أعجبني أمس تصريح رئيس مجلس النواب "عاطف الطراونة" والذي جاء به أنه يرفض تماماً الراوية الاسرائيلية الصادرة عن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي قائلا" مرجعيتي بلدي ودستورنا ومؤسساتنا واتفاق الافراج جاء بضغط وخطوات أردنية بتوجيهات من جلالة الملك والحكومة. ورداً على تساؤلات وجهت له حول المواقف العربية فيما يتعلق بالقدس والتقارب مع اسرائيل قال: مواقفنا واضحة لا لبس فيها، فنحن نقف بثبات خلف جلالة الملك عبد الله الثاني في الدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس، انطلاقاً من الوصاية الهاشمسة على المقدسات الاسلامية والمسيحية، وهذا حق تاريخي وشرعي نتمسك به، ولن نرضخ لأي ضغوطات ولا تهمنا أي صيغ أو تقاربات، ونجدد هنا الدعوة لكل الأشقاء العرب مقدرين مواقفهم، وندعوهم الى الثبات مع القضية الفلسطينية وعدالتها وشرعيتها.
وتابع الطراونة: نحن في مجلس النواب وفي رئاسة الاتحاد البرلماني العربي اتخذنا موقفاً واضحاً برفض التطبيع مع المحتل وسنبقى متمسكين بهذا الموقف بوجه من يدنس الأرض ويزج بالأطفال والشيوخ في المعتقلات ويتوسع بالاستيطان."
وهنا نقف مجدداً عند نقطة خلاف أخرى فما دمنا نرفض التطبيع مع الاحتلال لماذا ما زلنا على اتفاقيات جارية ومجددة وبعضها يجري تنفيذها مع ذات الكيان الذي نرفضه ؟ ومن جهة أخرى لماذا لم تعلن الأردن وبصورة واضحة غير مؤجلة أنها لن تفرج عن المتسلل الاسرائيلي الى أراضي المملكة الا بعد اتفاق ينهي ملف المعتقلين الأردنيين نهائياً ودون رجعة ولا مفاوضات لتغير القرار ...!
لا تزال هناك حلقة مفقودة وما زلنا ندور في ذات الدائرة المغلقة وكلامي سابقاً لا ينفي بتاتاً أنني أثمن دور الخارجية في الافراج عن المعتقليين "اللبدي" "ومرعي" ولكن لا نريد أن يكون هذا الموقف مجرد جرعات مسكنة نأخذها كلما لزم الأمر لتنسينا على أقل تقدير أسرانا في زنازين الغدر والاهانة الصهيونية ليصبحوا أرقاماً في لوائح الاعتقال الصهيوني .
ولكن لتكون خطوة جريئة ومحفّزة لاصدار تصريح رسمي من الأردن بعدم الافراج عن ذاك المتسسل الصهيوني الا بهدنة تنهي ملف المعتقلين الأردنيين نهائياً لنكون على قدر الكلمة و أصحاب مواقف ثابتة ممن ينتهك حرماتنا ومقدساتنا مئات المرات في اليوم والليلة ويدنس بأقدامه النجسة مسرى رسولنا ونحن بسبات عميق وضمائر مخدرة فلن نسترجع أقصانا ولن يحق الحق ويزهق الباطل ويطرد الكيان الصهيوني من أراضينا العربية الاسلامية الا بعد أن نقف وقفة رجل واحد على قلب واحد ينبض بذات النبضة " لا كيان صهيوني، لا تطبيع مع اسرائيل ، ولتسقط كل اتفاقيات الاحتلال أمام كرامة الأوطان وحرمة المقدسات الاسلامية والمسيحية.