العاشر من تشرين الثاني من عام 2019 يوم من الوطن وله , ابيض لدينا كاردنيين , اسود لدى من احتل ارضنا وانتهك قدسيتها ,واستباحها لنفسه ولمصالحه.
في هذا اليوم عادت الغمر والباقورة , عادت لطهرها , لابجديتها الاردنية , لنقائها , فوق ارضها رفرف العلم الاردني مثبتا للجميع كما كان منذ الازل- شاء من شاء وابى من ابى - ساردا لكل ابناء اردنيته وعروبته بانها الارض الاردنية التي اختالت فرحا وقد عادت الغمر والباقورة الى اهلها , وقد تعطرت بانفاس ابنائها .
بالامس فرضت السيادة كاملة على اراضي الغمر والباقورة, في هذا اليوم نبضت الارض وكانت بمثابة عودة الروح , ارض خرجت من صمت لفها لتسع وستين عاما منذ العام 1950 عندما احتلتها اسرائيل , لتصرخ انا عربية اردنية , فانا الارض التي تتواصل في الذاكرة قصيدة اردنية قوافيها عز وشهامة ,وحروفها شموخ ، قصيدة مسكونة بحروف ترسم قلاع مجد ، لونت بفجر جديد اشرق من اشراقة شمس العاشر من تشرين الثاني ليحكي قصة اردن طوّع الصعب بعناده، وكتب حاضرا ومستقبلا صيغ بلغة المستقبل الطالع من سلام النار.
عادت الغمر والباقورة ولتشتم ارض الباقورة رائحة ابنائها , لتتطهر من جديد ولتحي روح شهدائها الابرار لتلقى عليهم السلام ولتزف لهم عودة الارض الى الاهل والعشيرة , عودة السيادة ,عودة الهوية الاردنية بامتياز, عادت الارض لتخبر الكوكبة من شهداء هذا الوطن بان الباقورة والغمر اردنية وستظل كذلك , ولتسكن ارواحكم الطاهرة امنة مطمئنة, فقد كان لكم ما اردتم وما ضحيتم من اجله .
عادت الغمر والباقورة لتكون بلسم ودواء لصفوة ناضلت وقدمت وحملت جراحها اوسمة مجد تزينت بها عبر مسيرة حياتها رجال حملوا جراح معارك خاضوها ما تهاونوا ولا استكانوا فكان النصر لهم , وهذا نصر جديد مر هذا اليوم بهم ليقف عند جراحهم مخبرا اياها انك اليوم شوفيتي .
فرحنا بهذا القرار السيادي الاردني ولكن لماذا لم نلحظ بوادر فرحة اردنية ,لماذا غابت مظاهر الاحتفاء بهذا العرس الوطني ؟, توجب التخطيط اكثر, فهذا اليوم سبقه عام كنا فيه على ثقة بان يوم التحرر واكتمال السيادة قادم لا محالة, كنا نتوق لاكثر من ذلك , كنا نامل من مؤسساتنا الوطنية بكافة قطاعاتها وميادينها ومؤسسات المجتمع المحلي ان تكون على قدر هذا الحدث , لكي تقدم للاجيال الحاضرة والمستقبلة محطات نصر وانجاز , ولكي تعي ما يدور حولها وتعي قضاياها الوطنية .
كيف سنشعر اجيال ذات حداثة ما جرى ويجرى وما معنى هذا النصر ولو بمعنويته ؟ كنت اتوق ليوم وطني بامتياز , لعرس وطني يلف الوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه خاصة من ابناء جيلي ومن جاء بعدهم الذين اتوا الى الدنيا بعد نصر الكرامة . اليس هذا النصر كما كانت الكرامة التي حفظت الارض والعرض ؟الم يكن القرار سيادي اردني كما كان قرار تعريب قيادة الجيش العربي ؟ ماذا حدث لماذا كل هذا الجمود ؟ توقعت ان تصدح الاغاني الوطنية فضاءات الوطن , وبان تجوب المسيرات شوارع الوطن , وان لا يخلوا طابور مدرسي من مظاهر الاحتفال , توقعت ان يجتمع كل مسؤول في وزارته مؤسسته جامعاتنا لنتحدث عن معاني هذا اليوم . ولكن ...
ايتها الارض افيقي من جديد واختالي بعباءة المجد وترنمي فرحا فها هو علم بلادي يزين ارضك وفضاءك . اخضر لونه يعانق خضرة ارضك , وحمرة لونه تمتزج بنجيع دماء شهدائك الذين قضوا من اجل الارض والعرض . وسود لونه وسم ايام من سرقوك منا ,نجمة بيضاء تعدك بان ما نوم هنيئ بعد هذا اليوم الا من اجلك ومن اجل كل ذرة تراب سرقت عنوة ولها رجعة الى احضان اهلها.
مبارك هذا اليوم . مباركة هذه الخطوة وهذا القرار الذي اعاد للاذهان قرارات عشنا معها وبها رسمت مستقبلا عنونه المجد .
ايها المسؤولين ....اجعلوا من هذا اليوم يوما وطنيا واضيفوه لاحتفالاتنا بايامنا الوطنية فهو يجسد لمعاني السيادة الاردنية على الارض, علموا النشئ عرفوهم على هذه الارض من خلال تسيير رحلات مدرسية وجامعية للمنطقتين مع اعطاء نشرات تثقيفية عن الباقورة والغمر , اجعلوا من ارض الغمر والباقورة امكنة لاقامة احتفالات في هذه المنطقة كما هي ارض الكرامة من اجل تكريس معني الهوية و الثقافة والتربية الوطنية .