لم يتبقى الكثير من الوقت وعليها ان تقرر فأهل ذاك الشاب لم يعطوهم الكثير من الوقت للتفكير . على شفتاها ان تحدد وتنطق كلمة نعم أو لا لم يعي احد سبب تعلقها بكلمه لا طوال السنوات الماضية كما لا تعي الان لما هي في حيرة من أمرها .
ما أصعب القرارات التي تتعلق بعمرك وما تبقى منه أن طال او قصر, صلاه استخارة ومديح من الخالات , ورفض من العمات, تشوق وفرحة من الصديقات ولهفة من الاخوات ولما لا يتلهفن لتلك الفرحة وفيها يكمن تلك التجهيزات التي يحبذن , تسوق لأيام او اسابيع وساعتين أو ثلاث من اللعب والرقص والغناء ولقاء الأحباب .
وما بين كل هذا بعض الكلمات الموجعة ,
كيف لا تكون ومجتمعاتنا قد حددت خط النجاح مسبقا , قد اصبحت كلمة مخطوبة او متزوجة هي شهادة النجاح وكلمة البراءة لها وما غير ذلك من شهادات ونشاطات واعمال هي حبر على ورق , ( كلام فاضي ) على رأي اغلبنا
طموحاتها واحلامها وأدت قبل ان تبدأ مناغاتها , كيف لا وبنات العم والخال قد تزوجن , وكأنهن نلن من النجاح قمته , مع أننا نعلم مسبقا ما يترتب على المتزوجات من اعمال ومسؤوليات وحضور وفي حالات كثيرة حرمان من ابسط الحقوق , لتقدم لهذا النجاح كما يدعون ضريبته وثمنه
فمن أين أصبح الزواج هو الهدف الاسمى والاعلى والاجل لحياة أي فتاة
ومن اخبرنا ان معضلة الفتاة في عمر العشرينات هي الزواج ؟
ومن الذي فرض عليها ان تهرب من لهب نيران السنة المجتمع بالموافقة على احدهم وان كان بعيد كل البعد عن تفكيرها وميولها , ولا توجد أي نقطة التقاء بينهما , كخطين متوازيين هما
سيدفعان الاثنان ضريبة عدم الاتفاق هذا والخاسر الاكبر فيما بعد اطفالهما
فلما يتدخل المجتمع وافكاره الملوثة في مصير راحة الجميع ومستقبل الاغلب . لست ضد الزواج فهو نهاية استقرار وامان واستقلال ومشاعر جميلة ان اصبح الفرد اما او ابا ولكني ضده ان كان خيارا وحيدا غير عقلاني مجبرا عليه ولا تدري اين سيحط بك المركب ومع من ستكون .
الخيار في القرارات المصيرية هو اصعب الامور في حياتنا
ولكني افضل قول لا هي تغلب الحيرة علي
ربما لم نختار امو كثيرة في حياتنا , ولكن قرار الزواج ليس بالأمر الهين هي حياة لا نعلم طولها وهم لا نعلم قدره , واطفال وبيت محاسبين امام الله والمجتمع على تربيتهم وتنشئتهم .
لا تسجني عزيزتي خلف قضبان المجتمع وافكاره العقيمة وخياراته المؤذية
ابق مع نفسك واحلامك وعملك ثابري للوصول الى اوج النجاح وسيأتيك ذلك الفارس في وقته وستوفقين بمشاعر حقيقية اتت بلا انتظار وخوف وتقليل من قيمتك الحقة , اياك والقبول بأمر لن ينصفك ما تبقى من عمرك
وسيوقعك في متاهات من الحيرة والمسؤوليات والصبر الغير منصف
ربما هي سويعات الان لتفكري او حتى ايام ولكنها ما سيحدد شقائك او سعادتك , فلا تقبلي بحكم الاعدام الذي اصدره المجتمع عليك كونك عشرينية , اما اذ جاء ذاك الرجل الذي يلتقي معك في نقطة رئيسة و بتلك الصفات التي تودين وبدون ضغط من المجتمع وبفرحة تخرج من قلبك وتمتد لشفتيك فهنيئا لك وبارك الله لك به , وكوني على قدر المسؤولية في حياتك مستقبلا .