من يقرأ تاريخ المدرسة الوصفية يجد بأن أمامه حقائق لا يمكن القفز عنها أو تجاهلها لأي سبب من الأسباب فوصفي الذي ترفّع عن الأمور المادية وكان خبزه ومحرابه الوطن هذا الرجل الذي جاءت به عروق من بلاد الرافدين مكونةً كثيراً من الإشكالية التي يصعب على الكثيرين فهمها بإصرارها وعدم تراجعها وايمانها بأهدافها مهما كانت النتائج.
فوصفي المزارع المنتمي إلى الأرض ووصفي المترفع عن الصغائر ووصفي العنيد عناد الجبال ووصفي الحليم والمتواضع والمنتصر للفقراء والمحتاجين فقد عاش اردنياً بسيطاً منتمياً إلى تراب الوطن قريباً كل القرب من المواطن وهمومه ولم تسجل عليه شائبة أو قضية ولم تكسر عينه في قضية فساد كان عروبياً قومياً شامخاً بشموخ الأردن، فسر النكهة يكمن في شخصه حاول الكثيرين الولوج إلى محرابه لفهم بعض التراكيب إلا أنهم سرعان ما فشلوا لأن وصفي غير، فالتاريخ كتب إلى أشخاص مثل لالا نهرو في الهند وفي جنوب افريقيا نيلسون مانديلا وعليه فإن التاريخ لا يرحم ولا يقدس الأشخاص ولكن هناك من يترك بصمة في التاريخ.
وصفي الشخصية المتناقضة التي تحدث عنها كثيرون بعضهم أنصفها والبعض الآخر لم يعطها حقها عن قصد أو بدون قصد إلا أنني أقول بأن وصفي قد دخل إلى كل بيت وسكن قلوب وعقول الأردنيون فهذه الشخصية المختلفة التي تجمع كل المتناقضات في شخص واحد بما عرف عنه من حزم وصناعة قرار إلا أنه امتاز بالتنوع وحبه إلى الأردن قولاً وعملاً.
حتى إننا نرى اليوم بأن الكثيرين يحاولون قياس الشخصيات بالمقارنة مع وصفي التل وهنا إلى هؤلاء ظلم كثير فهذا الشخص كان صانع قرار ورجل قيادة، لما له من تاريخ يشفع له فكيف لنا أن نقارنه بما يوازيه الآن من أشخاص في كثير من الأحيان هم موظفون وبحاجة إلى من يدعمهم لعمل ما يقتضي عمله فوصفي هو أسطورة وأنشودة وحلم لكل شخص بأن يقترب منه سلوكاً وعملاً لعل يسجل في تاريخه إحدى صحف وصفي التي يصعب حملها على الكثيرين وأذكر بأن الوطن ولّاده تنجب وليس وصفي ببعيد فالخير موجود ولكن علينا البحث عنه بين سطور الحياة...... ومهما تحدثنا فالكلمات أقل من الوصف ولا نقول إلا ما يرضي رب العالمين بأن يتغمده مع الصالحين، وسلامٌ على وصفي.