في كل عام مثل هذا اليوم والتاريخ الثامن والعشرون من تشرين الثاني نستذكر الشهيد وصفي التل رحمة الله الواسعة عليه والجموع الغفيرة التي تزور " ضريحه" دارة الشهيد وصفي التل في منطقة الكمالية لاحياء ذكرى استشهاده ويستذكرون تضحيات هذه الشخصية الوطنية السياسية المحنكة المتواضعة
والجندية في ميادين الشرف والرجولة والكفاح مؤمنا بعدالة القضية الفلسطينية وفي كفاحها ومقاومتها المشروعة ضد الاحتلال لهذا نحبه.....
نحبه لانه الضابط الشاب الذي سُرّح من الخدمة في الجيش البريطاني لميوله القومية وانضم لاحقا الى حركة القوميين العرب والذي قاتل مع جيش الانقاذ في فلسطين عام 1948، هو من رفع شعار "عمان هانوي العرب وقاعدةُ ومنصةُ انطلاق العمل العربي لتحرير فلسطين".نحبه لأنه تميز بنظافة الحكم ورشده وبشفافيته وبايلاء الطبقات المسحوقة الرعاية والعناية والاهتمام، هو نجل عرار، المناضل الطبقي والوطني والقومي، نصير المظلومين والمحرومين وخصم المرابين والسماسرة والفاسدين، نحبه لأنه اول من نبّه الى خطر وعد بلفور والغزوة الصهيونية في قصائده:
" إن بلفور أنفذ وعده.....
كم مسلم يبقى وكم نصراني"
مضى وصفي الى مصيره وهو يؤمن بالقضاء والقدر عندما حذره نذير رشيد مدير المخابرات العامة آنذاك من مؤامرة تنتظره ان سافر الى القاهرة وجاوبه قائلا : "ما حدا بموت ناقص عمر".....
بعض شهادات لوصفي لمن عاصره، شهادة معالي عدنان أبو عودة "ان وصفي الذي قُتل، هو وصفي فلسطين ووصفي الأردن، ويجب تكذيب كل من يدعون غير ذلك". وشهادة دولة طاهر المصري: "أراد وصفي العمل الفدائي عملاً مستقلا، لكن الأمور سارت على غير ذلك، وسادت الفوضى".....
وأخيرا يجب علينا من تحويل ذكرى استشهاده الى مناسبة للتمسك بذات القيم والمباديء والممارسات. رحم الله وصفي و رحم كل من يحب تراب وطنه وعروبيته.