لأنني بالإحسان اجعل حياته أفضل وأجمل ومبادئنا أقوى وروحنا أنقى ونفسنا أصفى ."
قصة وعبرة وحكمة..
كان هناك رجل صالح أقام سقاية للناس وجعلها وقفاً لله رب العالمين..
وفي اليوم التالي تفاجأ الناس بأن سقايتهم قد لوثها أحد ما بالقاذورات والأوساخ..
فأخبروا الرجل الصالح بهذا الفعل المشين ، فقال لهم الرجل الطيب : لا بأس أعيدوا ترتيبها وبناءها
فلما فعلوا ذلك فوجيء الناس في اليوم التالي، أن سقايتهم قد تلوثت مجدداً، وأخذوا يصرخون:
من هذا الذي يلوث صدقة جارية للناس..!!؟؟
-وذهبوا للرجل الصالح فقال:
للعمال أعيدوا ترتيبها، واختبئوا في الليل وانظروا لي من هذا الشخص، واكتموا أمره ولا تكلموه وأعطوني الخبر.
وفي اليوم التالي جاء العمال إليه على استحياء وإحباط يقولون له : ماذا نقول لك يا سيدي..؟؟ ....قال ماذا..؟؟
فقالوا له : إن الفاعل هو ابن عمك فلان الفلاني فقال :لا حول ولا قوة إلا بالله، خلاص اسكتوا واكتموا أمره، ولا تحدثوا أحدا عن فعله، ثم قال لهم : وللمرة الثالثة :أعيدوا ترتيب السقاية.
ولما جاء الليل ذهب يطرق بيت ابن عمه، واخذ معه كيس من القمح وآخر من السكر واخذ معه طيبا وكيسا من النقود، ثم قرع باب بيته
قال : من بالباب..؟؟ فقال الرجل الصالح :
خويدمكم( وهي كلمة تصغير لكلمة خادم).
ولما فتح الباب وجد أن الطارق ابن عمه
فقال له : ماذا تريد..؟؟ فقال له الشيخ :
جئتك يا ابن عمي معتذرا لك، فانا مقصر في حقك، فلم أزورك منذ فترة طويلة، ولم اسأل عنك، أرجو أن تسامحني، واخذ يلاطفه، ولم يذكر له قصة تلويثه للسقاية،بل أكرمه وأعطاه ما معه من أكياس من نقود وطيب وانصرف..
ثم اجتمع بعماله وأمرهم أن ينظروا الليلة في أمر السقاية، فلما انتصف الليل أتى ابن عمه مجددا، ولكن هذه المرة ليس ملوثا للسقاية، بل مبخرا إياها بالطيب الذي أعطاه ابن عمه الطيب
فإنبهر العمال من التحول العجيب الذي حصل لابن عمه إذ تحول من عدو إلى صديق حميم !!..
الحكمة:
إننا إذا أردنا التخلص من المشاكل التي تواجهنا مع الآخرين، علينا أن نحسن لمن أساء إلينا،لا نواجه الإساءة بالإساءة بل نواجهها بعقل ومحبة.