نعم كان معلمنا في مدرسة السلط الثانويه،ذلك الصرح الثقافي والتعليمي على مستوى الدولة الاردنيه،كنت طالبا في المرحلة الثانويه،آنذاك،...كنت يوميا اذهب إلى المدرسه مشيا على الأقدام كغيري من طلبة المدرسه،ولم يكن هناك وسائل نقل كما هو الحال اليوم،..فقد كنت اذهب يوميا من مكان سكني في الصافح نقطع المسافه نزولا باتجاه العيزريه ،ومن هناك نمر بطرق مقتصرة مرورا بالجدعه العليا،حيث بعدها نمر بطريق قرب منزل بيت دار ذوقان،وصولا إلى المدرسة المتربعه فوق التل،حيث،كان يطلق عليها "مدرسة التل"،كان مدير المدرسه انذاك"اديب القلقيلي"الذي عرف بحرصه على مصلحة الطلبه ومتابعتهم حتى. بعد الدوام المدرسي...كنت حينها في المرحلةالثانوية،..وكان يدرسنا اللغة العربية الأستاذ رسمي العابد،إذ كان له تأثيرا واضحا على كافة الطلاب الذين تناولوا الدرس على يديه،...كانت آفاق أستاذنا منفتحه نحو المستقبل ،وكانت رؤيته المستقبلية حاضره،في الإقناع والحوار والمناقشه،بلغة عربيه دقيقة وواضحه في معانيها،ودلالتها ،وأبعادها،فقد كان لا يبخل
على أي طالب من كنز معرفته العميق والواسع،وقدرته على الإقناع والحوار،بحيث يطوع الكلام في حواراته،ومناقشاته الممتعه والمقنعه...
كان لا يتوانى من أن يبقى قريب منا حتى في فرصة العاشره،وأحيانا بعد الدوام،...بينما مانراه اليوم توجه المعلم للدروس الخصوصيه...!!في حين كان أستاذنا ربما يعطينا العديد من الدروس ولكن ليست خصوصية،ولاماجورة،...فقد كان رمزا للعطاء،فهو كان يمثل لنا القدوة والحكمه،والدرس والعبره،لأنه في حقيقة الأمر فيلسوفا معلما،نعم ..يقوم بالارشاد والتوجيه والتوعيه،...
في الذاكرة ...صفحات جميله من تراثنا الثقافي والحضاري....