قلق يساور الجميع، بعد قرار مجلس الوزراء الترخيص بالجملة لثلاث جامعات خاصة، حديث الجميع وتخوفهم من أن يهوي آخر حصن من حصون التعليم العالي الذي حافظت عليه وزارات ومجالس سابقة بما يخص التعليم الطبي الخاص، ولم تستطيع لوبيات المال والنفوذ اختراقه، لان التخوف مبرر، فتجارب التعليم الجامعي الخاص في بلدنا نعرفها، وطغيان المال والربحيه على الاكاديميا ممارسة موجودة بامتياز، وهنا لا نقلل او ننكر دور القطاع الخاص في بلدنا ولكن الكل متخوف ومتحفظ لاسباب كثيرة اوردناها سابقا، الاستثمار في التعليم الطبي سيكون على حساب الكليات الطبية الحكومية القائمة، المعادلة معروفة، ما ستكسبه الجامعات الطبية الخاصة ستخسره الجامعات الحكومية في ظل مصادر واعداد محددة للطلبة، ثم أن الإغراق في الأعداد موجود من الآن! واما النوعية فالرهان خاسر ولن يحققه احد الا على حساب الآخر واعني الجامعات الحكومية والخاصة، وقضية المعايير والشروط والإلتزام بها، معروف ان هذا هراء والسيطرة تصبح أحيانا مفقودة في ظل تسيب لوزير أو فساد لآخر ، ثم هل نحن بحاجة لكليات طبية سواء خاصة او عامة؟ قطعا لا ، كل الأرقام تشير إلى بطالة كبيرة حاليا وبطالة أضعاف مستقبلا، نعرف أن الضغوط للمتنفذين نقلت الملف لمجلس الوزراء، ولكن يجب أن لا يتم التأثير على قرار مجلس التعليم العالي، فالكرة في ملعبه الآن، افسدنا كل شيء بسياسات وقرارات غير حكيمة منذ ان اصبح ترخيص الجامعات الخاصة بهذا العدد الحالي، وفي تخصصات تغذي سوق البطالة ولا يطلبها سوق العمل، ومنذ اصبح التعليم مجالا خصبا للإستثمار والربح على حساب النوع، وانتقلت العدوى للجامعات الحكومية عندما اخترعت الموازي والذي يعد مخالفة دستورية لأنه يميز بين ابناء الوطن ويجعل القبول متاحا لمن يدفع اكثر، وايضا نكوص الحكومات المتعاقبة عن اداء دورها وترك الجامعات لقدرها، وعدم دعمها، ليصبح الهم الأكبر لرؤساء الجامعات تدبير رواتب العاملين نهاية كل شهر! كل العالم يعمل على تجويد التعليم وتحسين نوعيته ونحن ما زلنا غارقين في الكم من أجل تحقيق نهم البعض في الربح السريع وزيادة رأس المال على حساب الوطن، …الملفات الثلاثة تم مناقشتها ومن خلال لجان فنية وصدرت القرارات بأن أي منها لم تحقق الشروط المطلوبة ولكن اصحاب الفكرة يقاتلون ويذهبون إلى المحاكم للحصول على التراخيص.
الذوات أعضاء مجلس التعليم العالي،الكرة الآن في ملعبكم فلا يؤتين من قبلكم ما استطعتم إلى ذلك سبيلا… حمى الله الأردن.