حتى أوضح جدية وخطورة هذا الفيروس لا بد من حسبة بسيطة مو من خارج الصندوق ولكن من زاوية من زواياه. وفقا للأرقام الرسمية المعلنة نجد أنه خلال عشرة أيام ارتفع عدد المصابين بالفيروس أكثر من ستين ضعف ليصل إلى حوالي 9.5 ألف مُصاب، وحسب منظمة الصحة العالمية فإن ذروة الفيروس ستنتهي بعد عشر أيام، يعني سيصل عدد المصابين إلى 9.5 ألف ضرب 60 = 570 ألف مصاب.
ولكن، ماذا لو كانت الذروة ستكون بعد عشرين يوم وليس عشر أيام والفرق ما بين عشر أيام وعشرين ليس كبيرا، إذن سيكون عدد المصابين في عشرين شباط= 60 ضرب 60 ضرب 9.5 ألف = 34.2 مليون مصاب و حوالي نص إلى واحد مليون قتيل.
ليس هذا الخطير جدا في الموضوع، الخطير جدا هو أن أطباء وعلماء من هونغ كونغ قالوا بأن الأرقام الحقيقية للمصابين في الصين هي أكثر من الرسمية المعلنة بثلاثين مرة، هذا يعني إن صح كلام هؤلاء، يكون عدد المصابين اليوم حوالي ثلاثمائة ألف، وإذا كان يتضاعف كل عشر أيام 60 مرة ليبلغ الذروة بعد عشر أيام يعني أن عدد المصابين سيكون 18 مليون، أما إن كانت ذروته بعد 20 يوم، فهذا يعني أن عدد المصابين سيكون حوالي مليار، والقتلى 20 مليون!
ما سبب انتشار الفيروس بسرعة كبيرة جدا؟ السبب أنه فيروس خفي، يدخل الجسم ويسكن الخلايا خلال حمس أيام من الصمت دون أي أثر من الإصابة، وبالتالي هذا الشخص المُصاب يمكنه خلال خمس أيام من نقل الفيروس إلى 20 شخص آخر إما بالنفس أو اللمس أو العطس أو البوس، يعني كل الممارسات التي تنتهي بـ س تنتهي بفيروس، وطبعا ما ينفع تحكي لا ما هو ما كان مُصاب، الموضوع مو المُصاب وعليه الأعراض هو من يعدي، الذي يعدي أي شخص يبدو سليما.
إذن، إن لم تسيطر الصين على هذا الفيروس، سيصبح العالم ربما خلال شهر مصابا، أما نحن، فبدل الحديث عن أنه عقاب إلهي، فإننا لا نضمن وصول هذا الوباء، وعندها ماذا نقول؟ الأهم الآن هو الحذر الشديد، مثلا: إذا إنته مزكم ما فيه داعي ترش عالرايح والجاي، أو تروح المطعم أو تروح الدوام أو الجمعات واللقاءآت أو حتى تبوس أي حد لا على خده ولا على شسمه! والآخرين أيضا إذا عطس أحد، ابتعد عنه، اكتم نفسك، فإن كنت في مركبة فافتح النافذة، وعليكم بالقرفة لأنها تكافح الفيروسات، أما العسل فهو يكافح البكتيريا وليس الفيروسات.