ان الشجره اذا اعتنيت بها وسقيتها وقلمتها وعالجتها من الحشرات ووضعت لها السماد المناسب فانها سوف تعطيك ثمرا طيبا ومميزا وبكميات كبيره , واذا اهملتها ولم تقدم لنموها شيئا فانك لامحاله لا تحصد منها الا موتها او ثمار هزيله معدوده , وكذلك الانسان البشري منذ ولادته فهو يحتاج الى العنايه والى الغذاء المناسب والى الحمايه لكي ينموا بشكل متوازن وسوي , سوف اخص هنا بالذكر في مقالتي هذه الحديث عن مشروع وبرنامج متكامل مستمر حول كيفية تغذية الطلبه منذ بداية دراستهم الاساسيه وصولا الى الدراسه الثانويه لتحقيق هدف النمو في المسار الابداعي للدراسه والتحصيل وصولا الى درجة التميز , بداية كما ذكرت في بداية المقال الغذاء والحمايه والدعم هما اساس النمو المتوازن , الطلبه في المرحله الاساسيه يحتاجون بشكل ملح الى التعليم ولكنهم يحتاجون بشكل اشد الحاحا الى التوجيه والارشاد التربوي لادخالهم في مسيرة النمو الابداعي , الطالب يحتاج الى ثلاث انواع من الغذاء , اولا الغذاء المادي والجسدي والغذائي هو الطعام والشراب بحيث يكون الغذاء متوازن ومكتمل فلا ياكل مثلا اللحوم بشكل يزيد عن الفيتامنات ولا العكس لذلك لا بد من برنامج غذائي بيتي متوازن ومناسب للفئه العمريه لان ذلك له تاثير كبير على درجات الخمول الجسدي او النشاط الزائد الذي بدوره يؤثر في التحصيل والنشاط والحركه للطلبه واما الغذاء الجسدي فيقصد به الرياضه والحركه للجسد فالجسد الكسول لاتتوقع منه ابداع ابدا , ثانيا حاجة الطالب الى الغذاء العقلي وهنا لا اتحدث عن ماده المنهاج الرسميه لا بل عن نشاط ثقافي وقراءه واضطلاع لا منهجي الذي له الدور الكبير في زيادة الغذاء الفكري الثقافي للطالب مما له دور كبير في التقدم على اقرانه في ادراك الامور والسبق في المعلومه التي تدعم في فهم وادراك الماده المنهجيه بسهوله ويسر , اما الغذاء الثالث فهو الروحي فلا بد من كل انسان سواء كان طالب او غير ذلك من اشباع للجانب الروحي مثل الصلاة والعبادات وقراءه وحفظ القران والعمره والاستماع الى الاناشيد الدينيه فالجانب الروحي يجب ان لا يترك دون اشباع لان فراغه يترك اثرا سلبيا في التحصيل او جانب النمو المتوازن , ان هذا الثالوث لانواع الغذاء الجسدي ووالروحي والفكري لهو ضروره ملحه اذا اردنا ان ننشأ جيلا مميزا مبدعا نشطا , فالتوازن في هذه الاغذيه والاستمرار بها من بداية المرحله الاساسيه الى الثانويه سوف حتما تعطي نتائج ايجابيه وهذه نصيحتي كتربويه الى كل الاهالي ان يدركوا اهمية هذا الثالوث والعمل به لانتاج ابناء وطلبه مبدعين متميزين متوازنين في الشخصيه والثقافه والروحيه , اتمنى من جميع الزملاء التربويين ايضا الاكثار من النشاطات اللامنهجيه التي بدورها تعزز هذا الثالوث الابداعي للنمو المتوازن .