في يوم الوفاء للراحل الكبير المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال طيب الله ثراه تتوهج الحروف وتنتشي الكلمات لذكرى ملك القلوب الذي نشأنا ومنذ نعومة أظفارنا على جرس كلمات خطاباته في الوطن وفي المحافل الإقليمية والدولية.
كان الحسين رحمه الله صاحب الحضور القوي القريب من القلب والروح استوطن حبه قلوب الملايين على مدى ثرى الأردن والعالم فأينما ذهبنا شرقا أو غربا تجد هناك من يذكر الحسين فكان بحق حادي الركب وقائد المسيرة الذي استطاع بحكمته وحنكته وقيادته أن يضع الدولة الأردنية على خارطة العالم كدولةٍ مهمة وذات سيادة قوية يحسب حسابها وتحظى باحترام جميع دول العالم.
اتصف الراحل العظيم بالشجاعة والإقدام فمنذ اعتلائه عرش المملكة الأردنية الهاشمية اتخذ القرارات الجريئة والمصيرية في مسيرة المملكة ومن أهمها قرار تعريب قيادة الجيش وطرد الجنرال جون باغت كلوب والضباط الإنجليز وتسليم القيادة لضباط أردنيين في الأول من أذار ١٩٥٦، واتبع ذلك بقرار جريء استكمل به تحقيق السيادة الوطني ألا وهو قرار إلغاء الاتفاقية الأردنية البريطانية في الثالث عشر من أذار ١٩٥٧ بعد حوالي ثلاثين عاما من توقيعها.
قاد الحسين رحمه الله مسيرة بناء الأردن الحديث، برؤية ثاقبة وبعزيمة لا تلين و بتفاني شعبه والتفافهم حوله في مسيرة عطاء استمرت على مدى سبعة وأربعين عاما، إلى أن انتقلت الراية إلى جلالة الملك عبدالله الثاني الذي واصل مسيرة بناء الوطن في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويؤكد جلالة الملك في جولاته في مختلف مناطق المملكة على ضرورة أن يلمس المواطن نتائج إجراءات تحفيز وتنشيط الاقتصاد على أرض الواقع و بما ينعكس على تحسين أوضاع المواطنين الاقتصادية. بذل جلالة المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال جهودا جبارة في بناء الأردن حتى أصبح بلدا يفتخر به في تقدمه ونهوضه وازدهاره في عهده رحمه الله، وواصل جلالة الملك عبد الله الثاني مسيرة البناء وعززها فكان بحق خير خلف لخير سلف. رحم الله الحسين وادام بعمر جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين قائدا لمسيرة الأردن لغد مشرق ومستقبل أفضل ومدافعا عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوصي على مقدساتها الإسلامية والمسيحية.
*مدير التوجيه المعنوي / الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الاردنية -الجيش العربي، سابقا .