بقلم الدكتور قاسم جميل العمرو
من حق شركة الكهرباء ان تتقاضى المال مقابل تقديم خدمة ايصال الكهرباء ومن حقها ان تستخدم كل الوسائل القانونية لتحصيل قيمة فواتيرها، فنحن في دولة قانون ولدينا محاكم، ولكن من غير المقبول ومن المعيب ان تقوم الشركة بفصل التيار الكهربائي عن منازل الفقراء والبسطاء، ونحن نعلم ان هذه الاسر لديها اطفال ومسنين وفي الغالب هم من الشريحة الفقيرة والاستقواء عليهم بهذه الطريقة يشكل صدمة اخلاقية وصدمة للقيم الانسانية ايضا. ويعلم الجميع ان الناس شركاء في ثلاثة الماء والكلأ والنار ولا يحق لاحد كائن من كان ان يتجرأ على منع هذه الحاجات عن الناس وهذه وظيفة الدولة بالاساس اضافة الى الامن، ومن غير المقبول استعمال هذه السلع لتحقيق الارباح للشركات والحكومات، والحكومات العاقلة يجب ان تحافظ على استقرار المجتمع لا ان تُثور الناس . كما على الحكومة وضع معادلة معروفة بالنسبة لاسعار المياه والكهرباء بحيث تكون بقيمة الخدمة المقدمة للمستهلك ولايجوز ان يتم المتاجرة بهذه الخدمات لانها حق ثابت للمواطن. من حق الحكومة ان تتقاضى بدل الخدمات ولكن بسعر التكلفة مع زيادة بسيطة للاستخدام المنزلي حتى تستطيع إدامة الخدمة والمحافظة عليها، نحن دولة لوا أحسن المسؤولين في الحكومة التصرف لكانت الكهرباء شبه مجانية بدلا من احتكار بعض المتنفذين لانتاج الطاقة وبيعها للحكومة بسعر عالٍ جدا ولمدة 25 سنة، والفقراء يدفعون الثمن، الا يوجد في هذه الحكومة رجل عاقل يصوب الخطأ ويعيد الامور الى نصابها. إن سلوك شركة الكهرباء بقطع التيار مستفز وفيه ظلم وقهر وتحدي وتعدي على حقوق الانسان، وممارسة ظالمة من مقتدر على ضعيف، إذا ما علمنا انه في أسوأ الظروف لا يجوز منع الناس من الماء والكهرباء حتى في حالة الحروب الدولية فيعتبر المعتدي على محطات الكهرباء والمياه مرتكباً لجريمة حرب ويحاكم امام المحاكم الدولية. نحن في الاردن نفخر بطبيعة العلاقة المتسامحة بين نظام الحكم والشعب وهناك ثقة متبادلة بين رأس الدولة والشعب فلماذا نترك اصحاب رؤوس الاموال ونطلق لجشعهم العنان ان يحلبوا الشعب بهذه الطريقة وعامة الناس تعاني من ضيق ذات اليد، فاتقوا الله بالوطن وصححوا سياساتكم والغوا الاتفاقيات الجائرة مع المتنفذين وخذوا الكهرباء بسعر رخيص واعكسوها على الناس كخدمات مقابل قيمة الخدمة وبزيادة بسيطة، فلا يعقل ان تكون شريحة استهلاك الفقراء 300ك واط في الشهر، ونحن نعلم ان الجباه في المحافظات لا يقرأون العداد في الموعد مما يساهم بارتفاع شريحتهم وزيادة العبء عليهم. من يريد الحفاظ على الاستقرار يجب ان لا يجلد الشعب بسياط الغلاء. حمى الله الوطن من الشجع والطمع وحمى قيادته وشعبه من كل مكروه.