ولأن الاردنين قرروا ان يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي، بدون اي تنازل عن عادتهم سواء الاجتماعية او الاستهلاكية، بغض النظر عن النتائج المترتبة عن ذلك بخصوص جائحة كورونا والتي يبدو أن أعداد المرضى بدأت تتفاقم وتزداد بشكل يومي ومتسارع، اذاً فمن الجرأة ان نبداء بحساب الكلفة والنتائج، مثلاً هل يستطيع القطاع الطبي تحمل عدد كبير من المرضى بنفس الوقت؟ وهل لدينا أسرة كافية في غرف العناية الحثيثة؟ وهل لدينا عدد كافي من غرف العزل المجهزة؟ وحتى غرف المستشفيات مستعدة لجائحة كبيرة؟ ربما في الأحوال العادية تعاني تلك المرافق من ضغط هائل ينوء بأعداد متزايدة من المرضى العاديين وبالتالي إمكانية الصمود امام جائحة كبيرة امر شبه مستحيل وبالتالي علينا الانتقال إلى الحقيقة الأخرى، اذ بموجب هذه المعطيات علينا الاستعداد لفقدان الكثير من أحبتنا وربما تكون الضحية اي أنا فينا، انا انت هو كل الضمائر ستكون معرضة لمفارقة هذه الدنيا، وبحسب الاحصائيات فإن عدد سكان الاردن ١٠ ملايين اذا اصيب 80٪ منهم فعدد المصابين سيكون ٨ ملايين وبحسب نسب الوفاة العالمية 2٪ فإن عدد المتوفين سيكون ١٦٠ الف خلال أشهر قليلة، كلفة ثقيلة ومؤلمة لكنها حقيقية علينا أن نتهياء ونعد أنفسنا لحمل ثقيل من الحزن والألم، السؤال هل من الممكن إيقاف هذا العداد وجعله ينحصر ويقل لبضع مئات رغم ثقل ووجع فقدناهم؟ الإجابة نعم بالتأكيد وببساطة يمكننا أن نتألم قليلاً بالمغامرة ببعض عاداتنا وسلوكياتنا والتي هي بدون شك جميلة ومن اهمها أجواء العائلة الرحبة والمائدة المترفة ومتعة التسوق والسعادة بزيارة الأحبة والصلاة في المسجد كل تلك مهمة لكن يبدو أنه اذا أردنا ان نربح السعادة المستمرة التي لا ينغصها ويوجعها فقدان احد من أحبتنا، فمن الضروري ان نبداء اليوم قبل غد حتى لا يفوتنا القطار ونندم اننا اضعنا فرصة الحفاظ على أنفسنا وأحبتنا، وأظن اننا قادرون وعني انا شخصياً فأنا لا أريد أن اصاب وأحد من أحبتي لذلك بدأت الآن، ألا تبدأوا معي.