تحيي جمهورية أذربيجان قيادةً وشعبا ذكرى يوم 31 مارس من كل عام، حيث يعد ذلك اليوم من عام 1918 من أسواء الصفحات في السجل التأريخي للشعب الأذربيجاني.
من أجل تنفيذ فكرة "أرمينيا الكبرى" المنقوشة قي عقيدة "داشناقسوتيون"، تجرأ القوميون الأرمن في أوائل القرن العشرين على طرد الأذربيجانيين بشكل مخطط من ديارهم الأصلية وما تورعوا في هذا الأمر عن اللجوء الى أقسى الأساليب ومنها التطهير العرقي والإبادة الجماعية. لقد شهدت فترة ما بين عامي 1905-1906 إرتكاب المجازر بحق الأذربيجانيين المسالمين في باكو، كنجة وقاراباغ وإيروان (اليوم يريفان عاصمة أرمينيا) وناختشيوان وأوردوباد وشارور-دارالاياز وزانكازور وتفليس وقازاخ وغيرها من المناطق على أيد القوميين الأرمن الذين كانوا لم يتقززوا من فقء العيون وبقر البطون وحرق الناس أحياء والصلب والتمثيل بالجثث.
وقامت الوحدات المسلحة الأرمنية آنذاك بتدمير وتخريب أكثر من 200 منطقة سكنية أذربيجانية في أقضية شوشا وجبرائيل وزانكازور، بما فيها مقاطعتي إيروان وكنجة، مما قاد الى تشريد وتهجير عشرات الآلاف من أبناء جلدتنا من أراضيهم الأم. وقد أودت هذه العملية الشنعة بحياة ما يزيد عن 200 ألف أذربيجاني من بينهم الأطفال والنساء والمسنين وذلك فقط بهدف إقامة ما يسمى "أرمنية الكبرى" الموعودة من قبل روسيا القيصرية.
وبعد الثورة البلشفية في روسيا في أكتوبر عام 1917 التي أطاحب بالحكم القيصري، عين فلاديمير لينين قائد الثورة في ديسمبر من العام ذاته ستيبان شاوميان مفوضا مؤقتا فوق العادة في شؤون القوقاز الذي في دوره إستغل هذه الفرصة لتدبير القتل الجماعي ضد الأذربيجانيين والإشراف عليه.
وعلى إمتداد الفترة من أوائل عام 1917 حتى شهر مارس عام 1918، تم حرق وهدم 197 قرية في مقاطعة أيروان و109 قرية في قضاء زانكازور و157 قرية في قاراباغ بالإضافة الى تخريب 60 منطقة سكنية في الاقاليم الأخرى، ما عدا قتل السكان الأذربيجانيين بعشرات الآلاف.
في 30 مارس من عام 1918، تعرضت مدينة باكو لنيران المدفعية الكثيفة من السفن التابعة للوحدات الأرمنية المسلحة المدعومة من البلاشفة التي أعقبت هذه النيران مداهمة البيوت وقتل أهاليها وحرقها. وفي اليوم التالي وفي الايام الأولى من شهر أبريل، أُبيد آلاف الأذربيجانيين المدنيين العزل بسبب إنتماءهم العرقي والديني. فقد شهدت مدينة باكو بوحدها قتل 12 ألف ساكن مسالم دون هوادة. وبشكل عام، قتل خلال شهري مارس وأبريل من عام 1918 نحو 50 ألف إنسان بأساليب وحشية فوق الخيال.
وهنا يجب الذكر أن المقبرة الجماعية المشكوفة في مقاطعة قوبا عام 2007، قد أثبتت مجددا الأعمال الوحشيات بحق الأذربيجانيين على يد قاطعي الرؤوس الأرمن. كما قال فخامة/ إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان في تأريخ 18 سبتمبر عام 2013 في كلمة له أثناء حفل الإفتتاح لمجمع قوبا التذكاري للإبادة الجماعية : "من الواضح أن هذه الحقائق، تم إخفاءها عنا بسبب تشويه تاريخنا في غضون الحقبة السوفييتية. المجرمون على أمثال شاوميان الذين سفكوا دماء الشعب الأذربيجاني والذين تأتي أسماءهم الكريهة على هذا المجمع، تم تقديمهم لنا كالأبطال. أعتقد أن هذا التصرف كارثة جسيمة، لأن العناصر التي إرتكبت الوحشية دون رحمة بحق شعبنا على مر السنوات، تم تقديمها بطلة وتم نصب التماثيل لها خلال العهد السوفييتي. إلا في فترة الإستقلال، تمكننا من إستعادة العدالة الحقيقية. أخلينا مدينتنا الجميلة باكو من تلك التماثيل وأقمنا الحدائق الرائعة محلها. يعني التاريخ والعدالة، قد إنتصر. اليوم نعود الى تأريخنا. نعرف جميع محطات تاريخنا وينبغي أن نعرفها. يتعين على الجيل الصاعد أن يعلم عن الكوارث التي تعرض شعبنا لها في الماضي".
للعلم أنه كان الزعيم الوطني للشعب الأذربيجاني حيدر علييف، قد أصدر في 26 مارس عام 1998 مرسوما حول إعلان يوم 31 مارس يومَ مذبحة الأذربيجانيين. وبالتالي، أصبح القائد العظيم حيدر علييف من أعطى لأول مرة تقييما سياسيا ل31 مارس عام 1918، حيث قال: "نعود الى الماضي التاريخي من جديد من خلال إحياء يوم 31 مارس كيوم مذبحة الأذربيجانيين. ونحيي بوجع القلب الأعمال الدموية واسعة النطاق التي أُرتكبت بحق شعبنا بشكل سافر".