شهر يمر على تجربتنا الأردنية بالتعليم الإلكتروني أو التعليم عن بعد له ماله وعليه ما عليه مجبرين على خوض التجربة والتي فرضها السيد كورونا علينا بالرغم من كل الممهدات السابقة لها والترويج لها عن طيب خاطر؛ حيث بقيت كل الدعوات لها تراوح مكانها وربما تتقدم خطوة و تتأخر خطوات وسيف عدم الاعتراف بشهادات التعليم عن بعد كان مشرعا بوجه كل من يريد الخوض في هذه التجربة فاكتفى بها عدد قليل من الأشخاص والمراكز يسجل لهم السبق في هذا الأمر دون الخوض في الدافع خلف تجربتهم إن كان من باب نشر العلم وتسهيل الوصول إليه أو من أجل جني ثروة من خلال هذا التوجه الحديث.
ما يعنينا في الأمر أننا أجبرنا على ولوج هذا البحر دون إتقان لمهارة الغوص في هذا المجال؛ فمنا من كان أقوى من الموج وصارع وتمكن من أن يضع بصمة واضحة في هذا المجال، وهنا أشير واقدر تجربة الجميع ولكني كابن مؤسسة علمية كان يحب علي أن أشيد بتجربتها وهي جامعة جدارا بعيدا عن التزمير والتطبيل والتي والأمانة تمكنت من خوض بحر هذا المجال بفضل تضافر مختلف الجهود من رئاسة الجامعة إلى كافة العاملين إداريين ومدرسيين... نعم لا يمكن إعطاء نتيجة ممتازة لهذا العمل والقول إنها بديل مناسب للتعليم المباشر لكنها عوضت ما يفوق منتصف العملية التعليمية في ظل ظروف أجبرت الطلبة على الانقطاع عن جامعتهم.
وكولي أمر أتابع منصة وزارة التربية والتعليم وجهود المعلمين أجد أن هناك من يبذل فوق طاقته أيضا في هذا المجال من أجل المحافظة على العملية التعليمية والتي غطت بشكل كبير المادة التعليمية وجعلت الطالب يبقى على تواصل مع كتبه وأساتذته بنسبة مقبولة جدا وهنا أرد على من أطلق أحكام مطلقة أن عملية التعليم عن بعد كانت فاشلة و أؤكد أنها لم تكن فاشلة أبدا من خلال متابعتي كولي أمر طالب في المدرسة ومدرس في جامعة.
إلا أن القول أيضا إن العملية كانت ناجحة بإمتياز قولا يجانبه الكثير من الصواب؛ فإن غطت عملية التعليم عن بعد جغرافيا الوطن وأجبرت الكثير من الأساتذة الجامعيين ومعلمي المدارس على قضاء وقت إضافي أمام إجهزتهم يفوق ذلك الوقت في التعليم الطبيعي المباشر، وسواء كان هذا العمل برغبة طوعية وقناعة أو من خلال التلويح بمحاسبة من لا ينفذ هذا الأمر كانت هناك عقبات كثيرة أمام هذه العملية منها:
١- الوضع الاقتصادي للعائلة الأردنية وعدم تمكنها من تأمين النت أو الأجهزة لأبنائها.
٢- الأمية الإلكترونية لدى معظم أطراف الحلقة التعليمية من البيت والطالب والمدرس.
٣-ضعف شبكة النت وعدم مقدرتها على التجاوب مع هذا التحدي.
٤- عدم مراعاة وضع الأسرة من خلال برامج التعليم عن بعد والتي لا تراعي أن في الأسرة أكثر من طالب في مختلف المستويات والتخصصات.
٥- عدم جدية الطلبة وعدم قناعتهم بأن التعليم عن بعد قد يسد مكان التعليم العادي.
لذلك القول إن العملية ناجحة بإمتياز فيه تجنٍّ وتجاهل للطبيعة والظروف التي تحيط هذه العملية أيضا.
بعض الملاحظات حول التعليم عن بعد استعرضها من خلال تجربة شخصية قد أكون مخطئا وقد اكون مصيبا.
متمنيا للأردن الغالي والإنسانية جمعاء اجتياز هذه المحنة وأن نرى الطلبة قريبا في مدارسهم وجامعاتهم.