2025-08-03 - الأحد
وظائف شاغرة ومدعوون لإجراء المقابلة الشخصية في الحكومة " أسماء" nayrouz البروكلي يعزز توازن الهرمونات ويقي من أمراض خطيرة nayrouz رئيس الوزراء اليمني: سنكون إلى جانب الشعب وسنخوض المعركة من أجل المواطنين بكل شجاعة nayrouz اختتام فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون nayrouz فليك: فيرمين لوبيز باق معنا nayrouz حفيدة الأردنيين nayrouz وفاة «بونجا» حارس مرمى وادي دجلة المصري nayrouz أصالة تختتم فعاليات مهرجان جرش على المسرح الجنوبي nayrouz راغب علامة يوجه رسالة محبة وتقدير لمصطفي كامل كنقيب وشاعر وملحن ومطرب nayrouz الفايز يكتب من الإنزال في غزة هاشم إلى منابر العالم، والقافلة تمضي رغم الضجيج"" nayrouz فكر وإرادة : محاورة للعمالة الصم في المتحدة للإبداع nayrouz حازم مبيضين: صوت الحرية والقلم الناقد في الإعلام الأردني nayrouz ارتفاع معدلات السرطان بين الشباب يثير القلق: نمط الحياة الحديثة في دائرة الاتهام nayrouz اكتشاف حشرة عملاقة لأول مرة في أستراليا يثير ذهول العلماء nayrouz د. أحمد البوقري يشكر المهرجان الدولي للسينما بالدار البيضاء ويُتوَّج سفيراً للقضايا الإنسانية العالمية nayrouz من العلمين إلى الشاشة.. محمود خليل ينفذ 23 فقرة تلفزيونية لقناتي النهار والمحور بجودة عالمية nayrouz "تفسير حلم قص الشعر للنساء: هل هو تحذير من علاقة سامة أم بشارة بتغيير مصيري؟" nayrouz الـ حميدات والـ ضلاعين نسايب… nayrouz ترحيل مرتقب لطالب مصري في ماليزيا بتهمة التحريض والإساءة للسفارة المصرية nayrouz مجزرة عائلية مروعة تهز صنعاء.. حوثي يقتل ستة من أقاربة nayrouz
الوفيات الأردن ليوم الأحد 3 آب 2025 nayrouz الخريشا تعزي بوفاة الشاب ايهم بسام الشورة nayrouz العيسوي يعزي قبيلة بني صخر بوفاة الحاجة رياضة فالح السبيلة nayrouz معين محمد محمود ياسين "أبو عبد الله" في ذمة الله nayrouz المرحوم أحمد محمود الزعبي (أبو رائد) في ذمة الله nayrouz وفاة مدرب نادي شباب بشرى للسيدات السابق الكابتن سهيل ياسين nayrouz وفاة مهندس أردني في السعودية nayrouz وفاة الشاب عبدالله سامي الدريبي الزبن اثر حادث سير مؤسف nayrouz وفاة الإعلامي السعودي عمر يحيى.... صاحب المشوار الحافل nayrouz العميد محمد علي المعايطه في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن ليوم السبت 2 أغسطس 2025 nayrouz فُجعنا برحيلك يا محمود.. والصدمة أقسى من أن تُحتمل nayrouz وفاة المحامي القاضي السابق عميد عشيرة آل الخطيب عدنان راشد عوض " ابو ساهر " nayrouz وفاة الحاجة" ام راجي" سالم عوده العطره الجبور nayrouz خلدون محمد عقله المومني في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن ليوم الجمعة 1 آب 2025 nayrouz رحيل الحاج صافي محمد العزازمة "أبو محمد" nayrouz موسى العــدينـي "ابو احمد" في ذمة الله nayrouz الحاج سلمان مقبل النعيمات في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن ليوم الخميس 31 تموز 2025.. أسماء المتوفين nayrouz

ربيحات يكتب ورحل البدوي الأبيض

{clean_title}
نيروز الإخبارية :
د. صبري الربيحات

من الصعب أن تعدّ قائمة برجالات الأردن ولا يكون الدكتور كامل صالح أبو جابر في مقدمتها. هو أيقونة للشخصية الأردنية كاملة الأوصاف على وجهه ابتسامة لا تختفي ودائم الحركة رغم تقدم العمر ويبادرك بالاستفسار عن أحوالك بأسئلة تتداخل مع عبارات الترحيب وإيماءات الاهتمام فتظن أنك في مجلس من مجالس الشيوخ التي تحدثت عنهم السير والروايات.
أبو جابر الأردني البدوي الذي ما تقدم على أردنيته انتماء. يعرف القبائل والأقوام ويستطيع أن يسلسل الأنساب لكل العائلات التي عاشت شرقي النهر وغربيه. لقد بقي محتفظا ببيته الريفي على أطراف اليادودة وفي الجزء المطل على طريق المطار. بسلاسة نادرة يستطيع أبو جابر أن يتنقل في الحديث بين أيام المدرسة الابتدائية في مدارس المطران والجامعة التي أمضى سنواتها في الولايات المتحدة إلى أيام الجامعة الأردنية يوم كان زينة عمدائها دون أن يغفل طفولته في اليادودة وشبابه وزواجه من أم صالح أو الأحداث السياسية والتاريخية التي مرت على البشرية والأردن.
في صيف 1973 كانت زيارتي الأولى لحرم الجامعة الأردنية لأستفسر عن التخصصات التي تعرضها الجامعة وجدت نفسي في مكتب السيدة انصاف قلعجي رئيسة ديوان كلية الاقتصاد والتجارة التي كان أبو جابر عميدا لها، ولمحت يومها أول صورة حقيقية للأستاذ الجامعي الذي يشع مهابة وتفاؤلا. الطاقة التي أكسبها أبو جابر للجامعة وجعلت منه نجما في حياتنا وفضائنا الأردني هي الطاقة التي أطل بها على وزارة الاقتصاد الوطني التي تولاها في ذلك العام وغادر موقعه باستقالة ظلت أسبابها غير معروفة إلا لعدد قريب من أصدقائه المقربين.
في رحلة عطائه الطويلة كان أبو صالح نبعا من ينابيع المعرفة التي تروي المتعطشين للتعرف على تاريخ الأردن وفلسطين والعلاقة بين المسيحية والإسلام على هذه الأرض وسر اختلافها عن أماكن أخرى. خصوصية المعرفة التي يقدمها تأتي من نشأة الرجل وتاريخ أسرته التي عاشت وتعايشت مع البدو في حلف لا مثيل له ومعرفته بثقافة المستشرقين وكتابات الرحالة وتدريسه لثقافة العرب والمسلمين والحضارات المقارنة في سنغافورة والولايات المتحدة وأوروبا إضافة إلى مخزون الحب والإعجاب الذي يملكه أبو جابر للشرق والعروبة والهوية فلا أعرف أحدا يتحدث عن الشرق بالحب والإعجاب والفهم الذي يتحدث به.
في مطلع التسعينيات كان عبدالله النسور يشغل موقع وزير الخارجية وقد قيل يومها إنه سيستقيل وما هي إلا أيام حتى أعلن عن تكليف أبو جابر بحقيبة الخارجية. أذكر في ذلك اليوم أننا كنا نستمع إلى الخبر الذي عبر عن عمق معرفة جلالة الحسين بالأردن وبنيتها ورجالاتها فلم يكن في الأردن من هو أنسب لإشغال الموقع في تلك المرحلة من كامل أبو جابر فهو مسيحي يعي الإسلام وثقافته وأستاذ متمرس في العلوم السياسية يعرف العالم جيدا وله ملامح سمحة تجعله قريبا من قلوب الناس والعالم.
في تلك المرحلة المفصلية مثل السياسي والمفكر أبو جابر الأردن في مؤتمر مدريد فهو يعرف القضية الفلسطينية ويعي تاريخها ويعلم قدسية القدس ومعنى وجودها ويعرف السردية الصهيونية والمواقف الأميركية ويملك من الدهاء والدبلوماسية ما يمنحه الكثير من هوامش المناورة. في ذلك اليوم وبعد افتتاح المؤتمر كان أبو جابر موضع حديث الصحافة العالمية فقد كان مزحه جدا وجده مزحا يوم أجاب على سؤال لأحد الصحفيين حول أسباب تجنبه لتقبيل اسحق شامير بالقول "لو كان فتاة جميلة ربما” مبددا العقدة الدبلوماسية بنكتة صرفت أنظار الصحافة عن تأويلات النوايا.
في دارته الجميلة الدافئة في اليادودة كان أبو صالح كالنهر كرما يفيض على الأصدقاء والمحبين وفيما يشبه المنتدى السياسي يتوافد الأصدقاء ليستمتعوا بخفة الدم والدفء والكرم ووجبات الفكر والحوار المعمق حول شؤون الساعة في مختلف جنبات الأرض. في منزل أبو جابر التقيت بعشرات السفراء ومئات المفكرين والضيوف الذين جاؤوا من الشرق والغرب وفي كل مرة كان الشيخ الجليل يشرح لهم تاريخ الأردن وعناصر التماسك والقوة ومشروعية الحق العربي والعلاقة الفريدة التي يقيمها الإنسان مع المكان.
قبل أعوام دعاني الإخوة في جمعية الثقافة العربية للحديث عن الأستاذ والصديق كامل أبو جابر بمناسبة إصدار مذكراته التي أعدها وحررها المؤرخ عمر العرموطي، وأذكر يومها أنني وصفته بالبدوي الأبيض الذي لا يتوقف عن ذكر عمّته فضية، ويعيد لنا قصص الشيوخ ونوادر الفرسان الذين جالوا البلاد وكأنه لا يزال يعيش بينهم.
قبل أعوام وفي الوقت الذي عانى فيه الإخوان المسلمون من مضايقة البعض والتشديد عليهم جاء الدكتور كامل أبو جابر مدججا بالشعر والحكم والأحاديث النبوية ليحدث الجمهور عن أردنيتنا وخلقنا العربي والتسامح. في كل مرة يطل علينا أبو جابر أشعر وكأني أتناول رحيق العروبة وأشعر بعبق الإنسانية تملؤ أرجاء المكان.
الرحمة لروحك أيها الصديق النبيل والعزاء لأسرتك والأردن وكل الذين أحبوك على امتداد مساحة العالم.(الغد)
whatsApp
مدينة عمان