أخذ ولد أباه العجوز إلى أحد المطاعم الفاخرة لتناول العشاء وبعد أن جلسا على الطاولة..
طلب من أبيه أن يلخص له خبرته في الحياة والحكمة التي أخذها منها ، ليستفيد منها..
فقال له " وبصوت خفيف "اسمع يا بني :
إيّاك أن تتكلم في الناس والأشياء إلا بعد أن تتأكد من صحة المصدر ، وإذا جاءك أحد بنبأ فتبين قبل أن تتهور..!!
وإيّاك والشائعة ، لا تُصدق كل ما يقال ولا نصف ما تبصر ، وإذا ابتلاك الله بعدو قاومه بالإحسان إليه ، فالاحسان أقوى من العداوة ، ادفع بالتي هي أحسـن، وليكن دائماً الوفاء مبدأ بالحياة..
وإذا أردت أن تكتشف صديقاً سافر معه، ففي السفر ينكشف الإنسان، ويذوب المظهر، وينكشف المخبر ولماذا سمي السفر سفراً..
إلا لإنه عن الأخلاق والطبائع يُسفر..
وإذا هاجمك الناس، وأنت على حق فافرح..!!
لإنهم يقولون لك أنت ناجح ومؤثر..
ولا يُرمى إلا الشجر المثمر..
وتذكر لا تستغيب أحد كي لا تستغاب، وكما يقال أن تكون عدو الحاضر وصديق الغائب..
وكان الأب كبيراً في السن ويرتجف، وعندما يأكل يتناثر الطعام على الأرض وعلى ملابسه
لفت هذا نظر كل من كان في المطعم بقي الولد هادئا وانتظر لحين انتهاء أبيه من الأكل..
وبعد ذلك أخذه إلى المغسلة، وغسل يديه، وفمه ،ووجهه ونظف له ثيابه، ثم عاد ونظف المكان بكل هدوء،وسأله هل مرتاح يا ابي..؟؟
جاوبه : الحمدلله الله يرضى عليك يا بني..!!
*ثم سأله متى علي أن ابتسم*..؟؟
*قال له :عندما تكون سعيداً*..!؟
*ومتى تكون يا أبي أنت سعيداً*..؟؟
*أجابه الأب : عندما أرى بسمتك*..!!
سأله والفرحة تغمره هل نذهب يا تاج رأسي ..؟؟
جاوبه أشكرك يا بني على كل شيء.. نعم لا تنسى يا بني أن تشكر، أشكر الله ، ويكفي انك تمشي وتسمع، وتبصر أشكر الله، واشكر الناس فالله يزيد الشاكرين، والناس تحب الشخص،
الذي عندما تبذل له يقدر..
ثم دفع الابن الفاتورة ،وخرج وسط أنظار كل من كان في المطعم، وبينما هو وأباه يهمان بركوب السيارة لحقه رجل كان داخل المطعم ،طبع قبلة على رأس أبيه ،وأخرى على جبينه وقال له : سيدي ألم تنتبه أنك تركت شيئا في المطعم..؟؟
قال له : لاااااا...
فرد عليه الرجل : بلى في تصرفك مع والدك لقد تركت درساً بليغاً وجديراً بالإحترام في بر الوالدين لنا ولكل من في المطعم..!!!