2025-12-26 - الجمعة
تعليمات لطلبة التكميلي وإتاحة تحديد مواقع القاعات إلكترونياً nayrouz غارات إسرائيلية عنيفة على جنوب قطاع غزة تتزامن مع القصف المدفعي وعمليات النسف" nayrouz البدء بعملية استبدال العملة السورية في الأول من كانون الثاني nayrouz مدينة عمرة رؤية حضرية للتنمية المستدامة nayrouz المحافظ السابق فايز حسين سليمان العبادي في ذمة الله nayrouz مباريات الأسبوع الأخير من بطولة الدرع تنطلق السبت nayrouz المرأة الأردنية… حين يتحوّل العلم إلى رسالة وتأثير nayrouz انقطاع الكهرباء عن مستشفى العودة في مخيم النصيرات بسبب نفاد الوقود nayrouz نجاح غير مسبوق للسينما المصرية في السعودية… ملايين الدولارات وحضور جماهيري لافت nayrouz لماذا تخزن الطائرات الوقود داخل أجنحتها؟ nayrouz تعرف على السنن المستحبة في يوم الجمعة nayrouz اصطدام نادر لطائر بطائرة فرنسية على ارتفاع 33 ألف قدم ونجاة الركاب nayrouz ديوان المحاسبة: تأخر حل بعض الملاحظات الرقابية يتعلق بمسائل قانونية وجدلية nayrouz بلغت -51.7 مئوية .. أبرد بقعة على وجه الأرض nayrouz الداخلية السورية: القبض على قيادي ثان في داعش بريف دمشق nayrouz وفاة الحاجة حورية محمد العواد أبو هزيم nayrouz الذهب والفضة عند مستويات قياسية وسط توترات جيوسياسية nayrouz أردوغان يبحث مع رئيس مجلس السيادة السوداني تعزيز التعاون واستقرار السودان nayrouz بولندا تعترض طائرة مسيرة قرب مجالها الجوي في بحر البلطيق nayrouz امريكا تشن ضربات جوية ضد داعش في شمال غرب نيجيريا nayrouz
وفيات الأردن اليوم الجمعة 26-12-2025 nayrouz نيروز الإخبارية تعزي الزميل علي النجادات بوفاة شقيقه محمود nayrouz عبدالله زايد عرب العون في ذمة الله nayrouz وفاة صديق الملك الحسين عالم الفيزياء النووية رياض الحلو ابن العقبة nayrouz وفاة الدكتور رياض عادل الحلو رئيس بلدية العقبة الأسبق nayrouz وفيات الأردن اليوم الخميس 25-12-2025 nayrouz رئيس جامعة العقبة للتكنولوجيا ينعى وفاة الزميل المهندس محمد العمايرة nayrouz الحديدي يعزي بوفاة العقيد المتقاعد حامد محمد الخليفات nayrouz الموت يغيب الممثل القدير والمخرج الفلسطيني محمد بكري nayrouz وفاة الشاب محمد العمايرة في حادث سير بالعقبة nayrouz شكر على تعاز من عائلة الناصر / خضير/ بني صخر. nayrouz فرج عبد الرحيم الفرج أبو رمان "أبو محمد " في ذمة الله nayrouz وفيات اليوم الاربعاء الموافق 24-12-2025 nayrouz وفاة الحاجة فضية زوجة المرحوم علي عافي الفريوان الجبور nayrouz مرزوق أمين الخوالدة يرثي خالته nayrouz وفاة الحاج مخلد سليمان الجبور nayrouz وفاة والدة معالي الدكتور ياسين الخياط nayrouz وفاة الحاجة رسمية عبدالله مفلح ارشيد الطيب "ام رائد" nayrouz وفيات الأردن اليوم الثلاثاء 23-12-2025 nayrouz الخريشا تشكر الملك وولي العهد على تعازيهم بوفاة المهندس راشد بدر الخريشا nayrouz

العورتاني يكتب علاقات مع وقف التنفيذ

{clean_title}
نيروز الإخبارية :
بقلم العقيد م. الدكتور عامر العورتاني


أخصائي علم اجتماع الجريمة 
                                           
بالأمس كان هناك ، وكان هناك فقط يشعر بأنّ لوجوده معنى بعيداً عن العبث ، فهناك كان الصمت ناطقاً رسمياً بإسم المكان ، وكلّ ما هناك يُجِلّ الصمت ويسكن في حضرته تبجيلاً ، فالصمت في حرم الجمال جمال ، كان جدول الماء فقط من يجرؤ على اختراق تلك اللحظات المقدّسة وهو ينساب بين الصخور مستحوذاً على المكان ، فلم يمتلك إلاّ أن يتبعه كطفل صغير دون أن ينتبه للمجرى ، ولم يستطع أن يحول دون أن يمدّ يديه إلى جيبه ليُخرج تلك الورقة التي خبأها صدفة ليطويها على شكل قارب ويلقيها في الماء ، فصار يتبعه لاهثاً والقارب يواجه عُباب الجدول إلى أن تهاوت أجزاؤه فتاتاً وقد أتلفها الماء ، وقف وقد ملأ رئتيه بالهواء المُتخم بالأكسجين ، فتأمل تلك اللحظة الملائكية حيث الجنات على مدّ النظر كما غنّى وديع الصافي ، وكأنّ الله أودع في ذلك المكان سراً من الجنة ليبقى هاجس الخلود ساكناً فيه .
لم يُفِق من تعويذة ذلك المكان سوى على ضجيج أبواق السيارات ، ومع كثافة الزُحام بدا المسير بالنسبة إليه مِحنةً حقيقية تختبر قوّة التحمل لديه ، لكنّ بعضاً من سحر ذلك المكان بقي عالقاً في زوايا الشعور ، فصار يتسلل هارباً إليه عند كلّ إشارة حمراء ، وما أن دخل وسط المدينة حتى تراءت له المباني كالعمالقة الأشرار ، تهرّب من الفكرة الطفولية وأنفاسه تكاد تنقبض ضيقاً بدخان السيارات ، وصل البناية حيث أودع في جزء منها جنى العُمر ، وحيث أحلامه رهن لذلك القرض الذي يقطف أيامه شهراً بعد شهر ، دخل إلى شقته ، ليجد نفسه محاصراً بين جدران المكان ، ليدرك للمرة الأولى أنه كما الأسير في حدود تلك المساحة الضيّقة ، فأخذ يهرب إلى سعة تلك اللحظات الساحرة التي تملكته هناك ، لكنّ أمواجاً من صُراخ الأطفال وهُتافهم خلال اللعب ، وطرقات على مسمار في الجدار المقابل كانت تخترق الأثير لتبعثر إلحاحه على استحضار تلك اللحظات الساحرة ، فأعلن استسلامه ، لكنّ ذاكرته كانت تصرّ على إثارة الشغب وهي تجبره على استعادة الأيام الخوالي حيث كان كلّ شيء جميلاً ، وهادئاً ، بسيطاً ، ولذيذاً .
بانوراما سريعة قفزت بكلّ الماضي ، وعلى ألم الذكرى وجد نفسه يعقد مقارنة غير متكافئة ، فأين نحن اليوم من رحابة الماضي ...!! ، كانت الأماكن بسيطة  لكنّ كلّ شيء كان دافئاً وحميمياً حدّ الغرام ، وبالرغم من أجواء الصيف إلاّ أنّ القشعريرة تمكنت منه ، فأحسّ بشعور المغترب العائد إلى ديار الغُربة بعد الإجازة السنوية في أرض الوطن ، أدرك حينها أنه مريض بالحنين ، فقد كانت الوحدة  تأسره رغم كلّ ذلك الصخب ، لقد أدرك أنّ الحاضر أصبح جبلاً جليدياً تجمدت خلاله المشاعر ، فصارت العلاقات تمتد شوكاً يؤلم وخزه مع كلّ تجربة فاشلة لبعث الحياة في العلاقة مع الآخر ، فالعمل أضحى مجرد علاقات مؤقتة سرعان ما تلفظ  أنفاسها الأخيرة ، فتوارى الثرى دون فاتحة أو صلاة ، حيث النسيان مثواها الأخير ، وعلى أركان المناسبات العائلية تُعلَّق أعذار قبيحة تسوِّغ البُعد والتقصير في اللقاء ، أمّا الجيران وقد وصّى بهم الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم ، وأفرد في حقوقهم الإمام الذهبي مؤلَفاً كاملاً ، فللأسف علاقات مع وقف التنفيذ ، فلم يعد الجار يطرق باب جاره ليطمئن على حاله ويبادره بزيارة عاجلة ، ولم يعد صغار الجيران يطرقون الباب طلباً لجزء ناقص من غداء ذلك اليوم ، ولم يعد ينتظرهم ليعودوا إليه بطبق من ذلك الغداء ، لقد كانت تلك الأطباق تأتي وقد مُلئت حبّاً وعرفاناً بالجميل ، أما اليوم فقد صار تصرف الأطفال هذا عيباً وتطفّلاً لا ذوق فيه ، وها هي ابنة الجيران تخرج عروساً من شقة أهلها دون زغاريد حتى لا ينزعج السكان ، وها هو الجار يمرض ليلاً فيستنجد بحارس المبنى ليرافقه إلى المستشفى ، فهو بالكاد يعرف جاره في الشقة المقابلة ، لم تعد العلاقات كما كانت بسيطة ومليئة بالصدق والحُب ، فبالرغم من تقارب الجدران إلاّ أن المسافات بين الأرواح أصبحت تزداد بُعداً ، لقد وجد نفسه مصدوماً بذلك الموت الذي تمكن من كلّ العلاقات ، فابتعدت مُخيلته إلى السؤال عن ماهية العالم حيث سيكبر أطفاله  في غربة داخل الوطن ، وحيث العلاقات جوفاء مع مومياوات بلا حياة ، عندها تمنّى أن تعود الحياة إلى حيث كانت سعة القلوب ودفء العلاقات تطغى بركة وحباً وصدقا رغم ضيق العيش .