تستعد الجزائر والجزائريون لاستقبال هذا اليوم الجمعة 24 رفات من قادة المقاومة الشعبية ورفاقهم قادمة من فرنسا إلى أرض الوطن على متن طائرة عسكرية من القوات الجوية الجزائرية . لقد مضى أكثر من 170 سنة على حرمان هؤلاء الشهداء الابرار من حقهم الطبيعي والإنساني في الدفن. و يحدث هذا بعد مفاوضات مطولة مع فرنسا التي كانت تحتفض بهم و تعرضهم بمتحف الانسان بباريس "Le Musée de l’Homme”.
و قد سقط هؤلاء الشهداء اثر تضحياتهم في عز شبابهم بأعز ما يملكون من أجل استقلال الجزائر من الاحتلال الفرنسي الذي دام اكثر من 132 عاما. وفي عشية ذكرى 58 لعيدي الاستقلال و الشباب المصادفة ل5 يوليو ، يعود هؤلاء الابطال الى الأرض التي أَحبوه "حتى يلتئم شمل جميعِ الشهداء ”على قول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الدي اعلن على هذا الخبر في الكلمة التي ألقاها خلال حفل تقليد الرتب وإسداء الأوسمة لضباط الجيش الشعبي الوطني يوم البارحة.
وأضاف في تلك المناسبة: "إِن ذلك لفي صميمِ واجباتنا المقدسة في حماية أرواحِ الشهداء ورموزِ الثورة، وعدمِ التنازل بأي شكل من الأشكال عن أي جزء من تراثنا التاريخي والثقافي، وفي الوقت نفسه وحتى لا نعيش في الماضي فقط، فإن استذكار تاريخنا بكل تفاصيله، بمآسيه وأفراحه، بهدف حفظ الذاكرة الوطنية وتقييمِ حاضرِنا بمحاسنه ونقائصه، سيضمن لأبنائنا وأحفادنا بناء مستقبل زاهرٍ وآمن، بشخصية قوية تحترم مقومات الأمة، وقيمها وأخلاقها".
كما ذكر الرئيس تبون في كلمته بأن "من بينِ الأبطال العائدين من هم رافقوا فِي جهاده الأمير والزعيم عبد القادر بن محي الدين ـ رحمه الله ـ الذي أُعيد دفن رفاتِه في مقبرة العالية، بعد الاستقلال، وتضاف أسماؤهم إلى قائمة شهداء انتفاضات لالا فاطمة نسومر وبومعزة و المقراني والشيخ الحداد وثورة أولاد سيدِي الشيخ وناصر بن شهرة وبوشوشة وثورة الأوراس ومظاهرات ماي 1945، إلى أن تحقق حلمهم بثورةِ نوفمبر العظيمة التي قَصمت ظهر قوى الاستعمار الغاصِب وأعادت فرض الجزائر دولة مستقلة ذات سيادة في المحافِل الدولية ونبراسا للشعوب المناضلِة من أجلِ الحرية والاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، وقوة إقليمية بمواقف واضحة يحسب لها الحساب، وهِي على ذلك باقية".
ولأن وباء الكوفيد يفرض الحجر، فقد ضرب الجزائريون موعدا على شرفاتهم للاحتفال بإسترجاع جماجم الشهداء المقاومين إلى أوطانهم.