تعلمنا في مادة الجغرافيا أن المستكشف الإيطالي كريستوف كولومبوس هو الذي اكتشف أمريكا عام 1492م، والحقيقة تؤكد أن المسلمين وصلوا إلى شواطئ أمريكا قبل كولومبس بـ 500 عام، فقد ذكر الجغرافي والمؤرخ المسلم المسعودي في كتابه "مروج الذهب ومعدن الجوهر" من أن بحارًا مسلمًا يدعى "ابن سيد القرطبي" أبحر من الشاطئ الغربي للأندلس في عام 889 م وسار في اتجاه مستقيم حتى وصل إلى شاطئ كبير رجع منه محملاً بكنوز كثيرة.
.
أيضًا رسم المسعودي في خرائطه مناطق في المحيط الأطلسي (غرب القارة الإفريقية والأوروبية) سماها الأرض المجهولة، وورد في كتاب " إفريقيا الشمالية والصحراوية" نقلا عن الشريف الإدريسي (560هـ) فصل خاص جاء فيه أن ثمانية من "الشبان المغرورين" الأندلسيين أبحروا انطلاقا من شواطئ الأندلس الغربية في القرن الرابع الهجري آملين في استكشاف بحرالظلمات ، البحر المحيط فساروا غربا ثم جنوبا فرسوا عند جزيرة ثم تابعوا المسير حتى وصلوا جزيرة أخرى فوجدوا فيها عمالقة حمر اللون ، طوال الشعور، وقابلوا ملك الجزيرة وأخبروه بأنهم خرجوا لاستكشاف مجاهل المحيط إلى نهايته ولما أقنعهم باستحالة مشروعهم غادروا شرقا وساروا ستين يوما حتى وصلوا ميناء لشبونة في غرب الأندلس، وقد وردت سيرة هؤلاء المغامرين– وهم أبناء عمومة – في تحقيقات المؤرخ كراتشكوفسكي، وتم التحقق منها عام 1952 في قسم الجغرافيا في جامعة ويتواتر البرازيلية.
.
وفي كتب "أحوال التربية الإسلامية في أمريكا" ذكر أن بعض البحارة المسلمين انطلقوا من الاندلس (عام 1150م) واستقروا على شواطئ ما يعرف الآن بـ «البرازيل».
.كما وجدت في اسبانيا تقارير تعود لعام 1790 عن مغاربة مسلمين هاجروا من اسبانيا – زمن الاضطهاد – واستوطنوا جنوب كاليفورنيا وفلوريدا، وحتى اليوم توجد في مكتبة قصر الاسكوريال في اسبانيا خريطة رسمها الجغرافي العربي ابن الزيات تظهر السواحل الشرقية للأمريكتين كدليل على اكتشاف المسلمين للأراضي الجديدة قبل كولومبس بعدة قرون.
.
أضف لهذا في العهد العثماني أن القبطان التركي «حاجي احمد» "أو بيري الريس كما يدعى في الغرب" رسم عام 1513 خريطة مذهلة لسواحل الامريكتين في الوقت الذي كان كولومبوس يعتقد إنه اكتشف الهند.
.
- موقف كريستوفر كولمبس
وأما كولومبس نفسه فقد ذكر في رسائله ومذكراته إشارات تصلح للاستدلال؛ إذ أورد أنه رأى جزيرة حمراء - في رحلاته لأمريكا - يحكمها رجل عربي ينادى بأبي عبد الله، كما اكتشف أن أهالي جزيرة سان سلفادور يتكلّمون ببعض الكلمات ذات العربية مع بعض التحريف في النطق، وذكر أنه رأى في "الهندوراس" قبيلة سوداء مسلمة يطلق عليهم لقب "إمامي"، وفي مذكراته الشخصية ذكر كولومبس أنه شاهد مسجدًا في كوبا فوق رأس جبل، كما أن الأسلحة التي يستخدمها سكان هاييتي هي نفسها التي كانت تستعمل في إفريقيا.
.كولومبس استعان في رحلته الشهيرة بمرشدين مسلمين مغاربة - زاروا أمريكا من قبل-، وأن المكتشف الاسباني فراماركوس دينيز استعان بمرشد مغربي اسمه «إسطفان» قتله الهنود الحمر عام 1539 في نيومكسيكو، وقبل تعاونه مع دينيز كان العربي إسطفان - وهو من قرية أزمور المجاورة للدار البيضاء قد استكشف مع ثلاثة عرب ولاية فلوريدا لصالح حملة بانفيلودي نارفيز ثم استوطن أريزونا وكان ضمن أول ثلاثة أفراد عبروا القارة الأمريكية.
الـثلاثه المسلمين الذين إكتشفوا أمريكا قبل كولمبس.
.
وهناك ثلاث بحارة مسلمين هم من كان لهم الفضل فى اكتشاف القارة الامريكية - كما قالت بعض كتب التاريخ - وهم:
- منسا أبوبكر الثاني (711 هجرية)
تنازل عن حكم إمبراطورية مالي لأخيه منسا موسي، وجهز 200 سفينة ومئات القوارب، ثم قام بتحميل السفن بمؤونة غذائية مجففة تكفي لعامين، إضافة إلى أطنان الذهب لمقايضتها مع سكان الأرض المجهولة (الأمريكتين) وبناء حضارة ونشر الإسلام هناك.
- محمود شمس الدين (تشنج خه) (808 هجرية)
بحار صيني مسلم، جاب الكرة الأرضية في 7 رحلات بأسطوله المكون من أكبر السفن التي عرفها التاريخ، يجمع فيها العجائب والكنوز بأمر من إمبراطور الصين.
- محيي الدين بيري ريس (935هجرية)
وهو قائد الأساطيل الخلافة العثمانية، وصل إلي الأمريكتين والقطب الجنوبي ورسم خريطة دقيقة لهم، وتعمق داخل "أمريكا" الجنوبية ورسم بدقة نهر الأمازون وما حوله من غابات وجبال بمساعدة أهلها.
وهؤلاء الثلاثة ليسوا المسلمين الوحيدين الذين وصلوا هناك قبل كولمبوس، والملاحظ أن المسلمين ذهبوا هناك بسلام، ساعين إلي التواصل وبناء الحضارة وخدمة البشرية.