بعد تصريح رئيس لجنة الأوبئة الدكتور نذير عبيدات بأن العودة الى رقم صفر اصبح مستحيل ولا بأس شكل من الأشكال ، وبعد الانفتاح الكبير وتمديد ساعات التجوال وعدم فرض أي حظر تجوال شامل أصبحت الورقة الوحيدة المعروضة فقط طاولة مجلس الوزراء هي ورقة التعايش مع المرض ، فالخسائر الاقتصادية تزداد يوماً بعد يوم والأعلاق كلفته عالية سواء على الحكومة او حتى على المواطن فبالتالي التعايش هو الحل الوحيد في هذة الأزمة وتحت ظرف هذا الوباء .
لم نكن نتوقع في يوم من الأيام أن تسجل الأردن في يوم واحد 206 اصابات ، فنحن عندما كنا نقرأ تسجيل 20 او حتى 40 اصابة كنا ننزعج ونصاب بالإحباط الكامل فالأجراءات كانت كبيرة وقوية وضخمة للغاية ، والألتزام كان جيد نوعاً ما ولكن لم نكن نعلم ان هذا الوباء شرس وسريع الانتقال لهذه الدرجة لم نكن نعلم أن الأردن يوجد فيها حالات أصابهم هذا والوباء وشفيوا منه دون علم الحكومة عنهم ، مصدر إعادة الفيروس للمملكة هو حدود جابر ولكن مازالت الحكومة تحمل المسؤولية للمواطنين فبعد معرفة هذه البؤرة تم تفعيل قانون الدفاع رقم 11 والذي يلزم لبس الكمامة ، كما تم تفعيل قانون الدفاع رقم 8 والذي يفرض الغرامات المالية على من يقوم بنقل العدوى بالعمد ألم يكن من الضروري أن يتم تفعيل هذه القوانين منذ اقراراها ؟
كما أنه من الواجب الحكومة الاعتراف ان هذه الاصابات نتيجة التراخي الذي أصبح على حدود جابر مما ولد مخالط لمخالط لمخالط لمخالط .
لماذا لا يتم عزل المحافظات اول بأول مثلاً العاصمة عمان سُجل فيها اليوم 136 اصابة لماذا لا يتم عزلها عن باقي المحافظات وذلك لغاية محاربة الوباء فيها ومن ثم التدرج بباقي المحافظات !! ، عندما سجلت الرمثا إصابات قمتم بعزلها وتمكنتم من حصر الوباء فيها ومن ثم القضاء عليه ولكن العاصمه عمان اليوم أصبحت بؤرة حقيقية لهذا الوباء ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء فيها إلا الحظر الشامل وذلك لتمكن فرق التقصي من أخذ العينات من المخالطين ولكن كان من الواضح جداً أن الفحوصات قليلة جداً بالمقارنة مع باقي الايام التي لا يوجد فيها حظر شامل !!!
التخبط مستمر والحل الوحيد المتوفر لدى الحكومة هو " ورقة" التعايش مع المرض ، خسائر اقتصادية واضحة بسبب الأشهر الاولى من حظر التجوال الشامل ولكن لم نستفيد منها شيء الآن ، المرحلة الخضراء التي طمحنا لأجلها اصبح من سابع المستحيلات الوصول اليها او حتى التفكير بها ، تسجيل صفر إصابة أصبح من الأحلام الوردية الصعبة ، واليوم لا نقول الا حمى الله الأردن والإنسانية جمعاء من شر هذا الوباء نحن في خدمتكم ونجاحنا بالتزامهم !!!.