خدمة العلم شرف لايضاهي شرف... وكلنا مع عودتها... وكنا نتمنى أن تكون خدمة خالصة في الجيش العربي والأجهزة الامنية... هذه السياج والحمى التي نعشق ونفديها بالمهج والارواح... سياج الوطن والعرش الهاشمي...
الجيش العربي الهاشمي واجهزتنا الأمنية نظيفة كل النظافة من وباء كورونا... كيف لا وهي التي تطبق أعلى معايير الصحة والسلامة العامة على كافة مرتباتها... كما تنفذ بحرفية ومهنية عالية الأمن الصحي للمواطن جنبا إلى جنب مع جيشنا الأبيض (كوادر الصحة).. و أثبتوا جميعأ علو كعبهم في هذه المهمة الإنسانية...
قرار الحكومة بإلحاق (5000) آلاف شابا بخدمة العلم... و تدريبهم في ميادين الوحدات العسكرية... فيه خطورة وبائية محققة على مرتبات هذه الوحدات العسكرية... المحصنة اصلا من وباء كورونا...
من يضمن خلو هؤلاء الشباب من مرض كورونا... ونحن نعلم ان 80٪ من المصابين بهذا الداء لاتظهر عليهم أعراضه - حسب تصريحات لجنة الأوبئة - من يضمن عدم نشر الوباء بين جنودنا البواسل.. فرأي المتواضع يصاب من يصاب - لا قدر الله - إلا العسكر... فهم قمرنا المنير المشع في الليالي الحالكة...
التمهل والتبصر وإعادة النظر في قرار الحاقهم هذه العام بخدمة العلم... قرار صائب وقرار حكيم... خاصة مع انتشار الوباء بوتيرة متسارعة وصولنا إلى المرحلة الرابعة من تسلسله وهي أخطر المراحل...
الدنيا لن تطير وشباب خدمة العلم لن يتبخروا.. والأردن ولادة شباب... وارجاء الالتحاق بخدمة العلم في هذا العام... هو القرار الأنسب بالنظر الى الإنتشار المجتمعي للوباء... والحفاظ على مرتبات قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية بعيداً عن هذا الوباء القاتل... هو الهدف الأسمى..
لقد جمدنا خدمة العلم لعقود مضت... و تأخيرها أشهر معدودة لاضير مع انتشار الوباء... ولن يقدم أو يأخر في عملية إعادة بناء وتطوير الشباب الأردني... بل على العكس هو إعادة النظر أيضا بمعايير التجنيد التي أرى فيها النقص والسلق السريع لهذه المعايير... فلا يعقل الطبيب والمهندس والمحامي والصيدلي والممرض... الخ والذين لم يجدوا فرصة عمل في القطاع العام والخاص... ان تزج بهم بمهنة نجار او حداد او مزارع او ميكانيكي او دهين - مع احترامي وتقديري - لهذه المهنة والعاملين بها... لكن العقل والمنطق يقولان ان يعملوا بمهنهم التي درسوها وافنوا سنين من عمرهم بها.. كما باع ذويهم أراضيهم... وتداينوا من البنوك ورهنوا منازلهم وعقاراتهم لتعليمهم بهذه المهن...
ماذنب الموسرجي والحداد وسائق التكسي وبائع الصحف وعامل البناءوغيرهم ...من أصحاب المهن المتقطعة وغير الدائمة ممن لم يلحقوا بالضمان الاجتماعي بسبب عدم قدرتهم توفير لقمة العيش حتى يشتركوا به...والبعض منهم هو المعيل الوحيد بعد الله تعالى لوالديه واشقائه... وقد يكون منهم المريض وغير مؤمن طبيا.. ومنهم معبلو للطالب والقاصر... و القائمة تطول والحكومة تعرف جيدا ظروف أصحاب هذه الأعمال غير المستمرة والدائمة أكثر مني.. وما مشاكل الحظر الشامل الذين تعرضوا لها أصحاب المهن الحرة ببعيدة... وكيف ان غالبيتهم (شحد الملح)..
الحديث والجدل يطول ويكثر حول معايير خدمة العلم ... واعتقد ان تأجيل خدمة العلم هذه السنة... واعادة دراستها بتروي وتأني ضرورة وطنية... ووضع معايير منطقية وعادلة.. قابلة للتطبيق دون ارتدادات وانعكاسات سلبية... نتائجها كارثية على عائلات كثيرة... وشباب متسلحين بعلم ومهن ينتظروا فرص العمل وفق شهاداتهم العلمية المهنية توفرها الحكومة.. فهم ليس معطلين عن العمل برغبتهم اومع سبق الإصرار والترصد... وللحديث بقية.