تتوارد في بالي دائما جملة لجلالة الحسين بن طلال - رحمة الله - وهي " الانسان اغلى ما نملك "عندما اقوم بتكرارها او حتى التفكير فيها ارى انه المواطن لا يريد اليوم أن يكون اغلى ما يكون بل يريد أن يعيش عيشاً كريم ، يريد ان ينام و يستيقظ دون ديون وأقساط بنوك و قروض يريد أن يأخذ حقه في التعليم من دون رسوم جامعية اذا تراكمت احرقته !! يريد أن يعيش من غير كل هذا .
لم يكن لأحمد اي ذنب عندما فُرض عليه أن يدخل جامعة خاصة ، لم يكن لأحمد أي ذنب عندما اراد التعلم ولكن ولد في ظروف مادية متوسطة وليست عالية ، بالرغم من هذا اختار أن يعمل ويدرس اختار أن يكون مثقف اختار شهادة البكالوريوس ليتخطى الظروف القاسية التي يعيشها ، وعندما ضاق به الحال وتراكمت عليه الرسوم والأقساط الجامعية أراد أن يتعامل بالعلم والثقافة التي تعلمها في مدرسته وجامعته ، وطلب مقابلة رئيس جامعته حتى يجد أي حل أو يأخذ أي فرصة لتجديد صبر الجامعة عليه ولكن لم يكن للنيران أي صبر لم تنتظر منه أن يقوم بتسديد الرسوم والاقساط بل اشتعلت في جسده دون أي تأني وتفكير .
من الصعب جداً أن يقف المال عائق امام الشهادة ، أمام حلم الطفولة
من الصعب جداً ان ارى جميع اصدقائي يقومون بالذهاب الى الجامعة وجميعهم اصبح يحمل شهادة البكالوريوس الا انا ما زلت اضحى حتى اقوم بتأمين الرسوم الاقساط ولكن لن استسلم ، هكذا فعل احمد لم يستسلم للظروف بل تحداها درس واجتهد ولكن لم يسمح له بتقديم الفاينل " الامتحان النهائي " وهذا كله بس تأخره عن دفع الرسوم ، واكتملت على رأسه بعدم قبول أي شخص مقابلته لم يتحمل فقام بأشعال النار بنفسه من القهر والظلم ، الرجل لا يحب ان يرى نفسك ضعيف بل قوي ذو عزم شديد .
هنالك ملايين الطلبة في الجامعات يشتكون من نفس الظلم الذي يعيشه احمد ، ان لم تدفع الرسوم لا تفتح لك بوابتك وان لم تقوم بتسديد رسوم الساعات سوف نقوم بإسقاط جدولك ، ليس جميع من توقف عن الدراسة الجامعية لا يريد أن يدرس لا لا هناك أشخاص يتمنون الدراسه في الجامعه والحصول على الشهادة ولكن ظروفهم الماديه صعبه ، والجامعات اصبحت تحتاج الى بنك مركزي متنقل فمن أين يأتي الطالب بهذا البنك ؟
أكدت المادة السادسة من الدستور الأردني في فقرتها الثالثة على أن «تكفل الدولة العمل والتعليم ضمن حدود إمكانياتها، وتكفل الطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع الأردنيين» ، التعلم حق التعلم رساله ساميه كبيرة وضخمة لا تقوموا بتضيق الحال علينا أكثر من ذلك وتأكدوا بأن هناك طلبة أوضاعهم مثل أحمد تماماً ولكن مازال لديهم أمل مازال لديهم قدرة وتحمل مازالو يركضون ويسعون وراء شهادة البكالوريوس لانهم يريدون ان ينهضوا بالأردن عالياً .