بقلم الدكتور محمد سلمان المعايعة/أكاديمي وباحث في الشؤون السياسية.
سيرّ النبلاء والعلماء والحكماء كشروق الشمس فيها إضاءة أينما إرتحلو وحلو معهم مشاعل النور والفكر والهداية فهم أصحاب مدارس في العلم والمعرفة ميزتهم مكانتهم العلمية في المكانه المعرفية عن غيرهم، وهي رأس مال مهم عندهم ، تماما كما هو المال في التجارة كلما زاد ازدادت معه طرق التجارة ونتفع بها الكثير في تحسين مستوى الحياة والرفاهية والرقي الإنساني، هؤلاء الرجال الأوفياء والشرفاء ممن تركوا لنا بصمة إنسانية وأثر جميل دوُن في سجلات الشرف للعظماء من كبار العلماء هم الناجحون في أعمالهم وإنجازاتهم العظيمة ولكثرتها وجمالها الثقافي والحضاري جعل بعض الناس ينبذون الإنسان الناجح منهم ؛ لأنهم يغارون من الشخص المتفوق فدائماً بضاعتهم الغيرة والانتقام وهذا سلاح الضعفاء، والعمل والطموح هي بضاعة الأقوياء حيث تكمن قوتهم في الأرض التي تنبت عليها أشجار النجاح، دائماً في حالة عطاء مستمر حالهم كحال عندما تتساقط أوراق الأشجار وتتعرى الأغصان في وقت من الأوقات ، يأتي الربيع بأوراق جديدة أكثر جمالا وكثافة تملأ الأغصان فتفرح وتتمايل.. لأن قوتهم في العلم التي تشبه النهر الجاري ، والعلماء يكونوا حول النّهر يطوفون، والحكماء وسط البحر يغوصون، والعارفون في سفن النّجاة يسبرون.. نعم هؤلاء هم الحكماء والأطباء الذين يعالجون الأجساد من الأمراض، وهناك أيضاً مفكرين يعالجون أدمغه لكي تبتكر وتبدع وتضيء العتمة أمام أجيال المستقبل، فنجد معاني المجد والقيم الأصيلة عند قرأة سير هؤلاء الذين يحملون منابر للفكر والمعرفة والقدوة والسمو في توجيه العقول بالأفكار المستنيرة التي نسعى إليها للانطلاق من محطات القطارات القديمة إلى الفضاء المعرفي للأرتقاء بمستوى الإنجازات والإبداعات لأبنائنا وبناتنا من جيل المستقبل الذي نهدف الي تطهيره من الأفكار الظلامية المسمومة. ..فالمعرفة عند عطوفة الأستاذ أبو كركي بئر يزداد عمقاً كلما أخذت منه، ذلك هو عالمنا الجليل الذي يتقن فن الذوق والبلاغة والسماحة والرقي الانساني فدائماً يختار كلماته قبل أن يتحدّث بها ، ويعطي للاختيار وقتاً كافياً لينضج الكلام، فالكلمات كالثّمار تحتاج لوقتٍ كافٍ حتى تنضج.
ونقول هناك الكثير من الناس ينتظرون شروق الشمس ليبدوأ صباحهم، أما نحن طلاب العلم فننتظر قرأت سير العلماء أمثال عطوفة الأستاذ نجيب أبو كركي لنبدأ أجمل الأوقات حينما نتزودُ بسلاح العلم والمعرفة والإيمان من مدرسته الفكرية العريقة ونقول ونحن نقرأ مسيرة وسيرة العلماء الكبار أمثال عطوفة الأستاذ نجيب أبو كركي، هذا العالم الجليل بالقدر والمكانة في قلوب كل من تشرف بمعرفتة بأن الغائبون عن إحدى منصات التتويج يظنون فعلاً أننا لا نراهم فنقول لهم لا بدّ لشعلة الأمل أن تضيء ظلمات اليأس ولا بدّ لشجرة الصبر أن تطرح ثمار الأمل..
لقد قرأنا في سيرتة بأن أفضل طريقة للتغلب على الصّعاب اقتحامها، وعلينا أن لا نيأس... فأذا فشلنا في تحقيق أحلامنا فعلينا أن نغير أساليبنا وليس مبادئنا ، فالاشجار تغير أوراقها وليس جذورها...هذه القيم والمعاني والمواعظ وجدناها في سيرتكم العطرة مما جعلنا نقرأها كفريضه نتعلم ونأخذ منها الصبر ثم الصبر ثم الصبر حتى ينبلج فجر جديد مليء بالأمل والتفاؤل..هكذا نتعلم من تاريخ العظماء أمثالكم أصحاب البصمات المثيرة في تقوية العزائم والمعنويات...ففي سيرتكم وصفات النجاح في شحد الهمم ورفع المعنويات...تلك هي الروعة والقدوة التي نبحث عنها فوجدناها في حواضركم العامرة الذي يتباهى التاريخ في تدوين إسمكم في صفحات مشاهير العلماء الكبار، وأنتم من أهل المجد والشهامة والتضحيات فكانت من العلامات البارزة في سجلاته...فطوبى لنا بهذه الأيقونة العجيبة في عظمة انجازاتها التي لا نستطيع أن نحصرها في كلمات وعبارات ، فالعلماء والمفكرين إسمهم يدل عليهم ليسوا بحاجة للوصف خوفا من إنقاص وزنهم وحقهم فنحن من عادتنا لا نصف الكبار أمثالكم...نعم نقول بأنه قد لا ينال الإنسان من الدنيا كل شئ ولكن عندما ينال محبة ومعزة أُناس أمثالكم فهذا أغلى من كل شئ. وأنتم الكنز العظيم الذي نستمد منه معاني نجاحنا وتميزُنا على منصات العلم والمعرفة فكلما نقرأ ونتصفح سيرتكم نرتقي مراتب ومراتب في عتبات الإنطلاق نحو النجومية لأن سلاحنا هو إتقان منهجيتكم ونظرتكم نحو تحقيق الأهداف والأمنيات التي تسعون إليها في الوصول إلى التمايز في القيم الإنسانية النبيلة في إصلاح وتهذيب العقول بالأفكار والمعرفة والإبداع والأخلاق التي هي غصون شجرتكم الكبيرة ذات الجاذبية الإنسانية العريقة بعراقة مجدكم الزاهي بالفكر والمعرفة وطرق الإبداع والتطوير في أساليب نقل المعرفة لطلابكم .نعم أنتم كما قال الشاعر في الناس الأجواد الأوفياء وممن ينطبق عليهم طيب المعدن والجاه والقيم الأصيلة والقدوة والسمو والحكمه، فقال الشاعر :
رافق عزيز النفس لاصرت محتاج
واحذر ردي النفس ماله مخوّه..
يبقى الوفي وافي ولو خاطره ضاق..
وتبقى الشهامة معدنه والمروّه..
هكذا أنتم المكان الآمن الذي نركن إليه عندما تضيق بنا الحال، والشجرة المثمرة التي يُستظل بظلالها من حرارة الشمس.
ما دفعني أن أكتب عن أحد كنوز الأردن الذهبية المتمثلة في القامة الوطنية ذات المكانة المرموقة في عالم وفضاء المعرفة والفقه الإنساني عطوفة الأستاذ الدكتور المفكر نجيب أبو كركي الذي اهتزت عروش القلوب له لأن هذا العالم عمل في جامعة الحسين بن طلال فأبدع وأنجز وأتقن وطور وحدثّ في نقل المعرفة والمهارات الإبداعية لطلاب وطالبات جامعة الحسين فكانت المسؤولية في يده أمانه والأمانة مصانه في أيادي العلماء أمثال الأستاذ الدكتور أبو كركي فلماذا يتم تغير مجرى تدفق الأنهار طالما مياه عذبة ونقية وطاهره وبعيدة عن مجاري المياه المكشوفة والملوثة طالما نبحث عن الطهر والأستقامة وعفة النفس التي هي عند أبو كركي عقيدة وإيمان ، ذلك هو فارسنا صاحب الكفاءة والمقدرة في التخطيط الاستراتيجي الناجح في الأداء المتميز في تقديم أفضل الخدمات للوطن ومنتدياته الفكرية... لكن سيبقى ضوء الشمس ساطعاً رغم كثافة الغيوم...وسيبقى نور القمر مشعاً بين النجوم رغم كثرت النجوم حولة، ذلك هو الإنسان المتفوق والمتميز والمبدع؛ فأعماله يُحكي ويُغنى بها مجداً وفخراً ....؟
حمى الله الأردن وأهله وقيادته الهاشمية العامرة من كل مكروه تحت ظل رأية سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم أعز الله ملكة.