أعلنت القوات المسلحة عن تأجيل الالتحاق بخدمة العلم إلى إشعارٍ آخر وذلك بسبب جائحة كورونا...
قرار صحيح وفي مكانه وبوقته الصحيح...وجاء متوافقا ً مع رأيي الذي أعلنت عنه بضرورة تأجيل خدمة العلم لأسباب سأسردها لاحقاً..... وإذ نشكر رئيس هيئة الأركان المشتركة على هذا القرار... فأنني قد طالبت بثلاثة مقالات سابقة(ارجو الرجوع إليها عبر صفحتي والمواقع الاخبارية ) بإعادة النظر بخدمة العلم بحلتها الجديدة التي جاء اقرارها متسرعا دون دراسة معمقة وبعيدة كل البعد عن الوضع الاجتماعي والإقتصادي والتعليمي للفئة التي تم استهدافها...
فقد أشرت إلى أن معايير خدمة العلم ناقصة ومن وضعها ليس لديه اي معرفة بظروف الفئة المستهدفة التي شقت طريقها المهني والعلمي وليست بحاجة لتعلم مهنة جديدة... فقد بلغت من العمر عتيّا.... واشرت إلى أن التوقيت لخدمة العلم غير مناسب نهائياً بسبب ظروف كورونا والتي ستنشر هذا المرض بصفوق قواتنا المسلحة النظيفة والخالية منه...
وطالبت بإعادة النظر بالفئة المستهدفة بأن تكون ممن اتموا الثامنة عشر وغير مرتبطين بدراسة... فهم أحق بتأهيلهم مهنيا وليس إبن الثلاثين عاما او السبعة والعشرين عاما الذي رسم مسار حياته المهنية منذ زمن بعيد الا فئة قليلة منهم.. وهؤلاء يتم تخييرهم للانخراط بخدمة العلم لتعلم مهنة يعتاش منها...
على قواتنا المسلحة الأردنية ان تصر بأن تكون خدمة العلم خالصة للعلم... سنة عسكرية بحتة يتعلم بها المكلف فنون الدفاع عن الوطن وكيفية حراسة الوطن داخليا وخارجيا من اي اعتداء... هذا هو واجب قواتنا المسلحة تجاه مكلفي خدمة العلم وليس اي أمر اخر... فهنالك مؤسسات وطنية دورها تأهيلهم مهنيا... ويجب أن تنأى قواتنا المسلحة عن أي دور آخر...
وهنا اسأل رئيس هيئة الأركان المشتركة... الآن تم تأجيل خدمة العلم إلى إشعار آخر... ماذا عن مواليد عام 1995 المشمولين بها والذين تم الغاء تأجيل خدمة العلم... فمنهم يا دولة الرئيس سيكمل تعليمه الجامعي في الدراسات العليا خارج الوطن... ومنهم من سيسافر للبحث عن فرصة عمل خارجيا بعد ان عجزت الحكومة عن توفيرها له داخليا... أليس من المنطق ومصلحتهم ان تؤجل خدمة العلم لهم ليسعوا إلى تحقيق اهدافهم... ام سيمنعوا من السفر لحين الإعلان عن توقيت جديد لخدمة العلم والذي لا تعلم قواتنا المسلحة موعده بسبب تفافم جائحة كورونا وتمددها وانتشارها بشكل مرعب داخليا... أليس الهدف من خدمة العلم ايجاد فرص عمل لهم.. إذاً دعوهم يبحثوا عنها خارجيا... وعدم حشرهم قصرا داخليا لحين الإعلان الجديد لخدمة العلم... (والله أعلم موعده).. او ان تبادر قواتنا المسلحة بالإعلان فورا عن الموعد القادم ان استطاعت تحديده في ظرف الجائحة المتنامي سلبيا...
كلنا امل وثقة بقواتنا المسلحة بإعادة النظر بخدمة العلم بحلتها الجديدة وان تدرس بشكل جيد وإعادة النظر بالفئة المستهدفة... والأهم ان تسمح لمواليد عام 1995 بالسفر وتأجيل خدمة العلم لهم ليسعوا في مناكب الأرض بحثا عن عمل أو مهنة او علم ينتفع به وينفع الوطن...
وستبقى قواتنا المسلحة الباسلة مصدر فخراً واعتزاز لكل أردني حر... ونموت ويحيا العلم... وللحديث بقية..