بإعلان القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي_ عن تأجيل موعد مراجعة المكلفين بخدمة العلم للمركز العسكري للتجنيد والتي كانت مقررة لجميع المحافظات خلال الفترة من (٤ - ٢٩ ) / ١٠ / ٢٠٢٠ إلى إشعار آخر بسبب الظروف الصحية الراهنة والمتعلقة بازدياد حالات الإصابة بفيروس كورونا، فإن قواتنا المسلحة تؤكد مجددا من خلال هذه الخطوة أنها الأقرب إلى نبض شعبنا، كيف لا وكل من فيها قادم من رحم هذا الشعب، مشربا بثقافته الأصيلة، مثلما إنها الأقدر على فهم توجهات وتوجيهات قائدها الأعلى، والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصى، من بينها ملف التعامل مع أزمة جائحة فيروس كورونا، فعندما أوكل جلالة القائد الأعلى إدارة هذا الملف لقواتنا المسلحة لترجمة حرص جلالته على صحة الأردنيين وسلامتهم، قدمنا نموذجا عالميا يحتذى في مجال مواجهة الأزمات صار محل حديث الدنيا كلها، وفي الطليعة منها كبريات وسائل الإعلام العالمية، وعندما عادت قواتنا المسلحة إلى واجبها الرئيس في حماية حدود الوطن من الأخطار الخارجية، بعد أن وضعتنا على طريق السلامة في مواجهة جائحة كورنا، وصار ملف هذه الجائحة أسير القرارات المتضاربة والشعبوية وقعت الانتكاسة الوبائية التي يعيشها وطننا في هذه الأيام، وهي الانتكاسة التي شكلت سببا منطقيا لتأجيل خدمة العلم في صيغتها المطروحة، والتي أثارت الكثير من اللغط بين الأردنيين.
بقرار التأجيل الذي اتخذته قواتنا المسلحة، يأخذ وطننا وفي المقدمة منه قواتنا المسلحة وقيادتها العليا فرصة كافيه لمعالجة الثغرات في صيغة خدمة العلم كما أعلنتها الحكومة خلال الأسابيع الأخيرة، والتي أثارت جدلا كبيرا في مختلف أوساط شعبنا، التي عبرت عن رفضها لصيغة خدمة العلم كما طرحتها الحكومة، والتي رأى كثيرون إنها تحايل على مشكلة البطالة وترحيل لأزمتها، وأن هذه الصيغة هي في أحسن الأحوال لاتزيد عن تسكين لآلام تحتاج إلى علاج جذري، لاتقدر عليه الحكومة التي حاولت إلقائها في حضن قواتنا المسلحة، مختبئة وراء المكانة المتميزة للجيش في الوجدان الجمعي للأردنيين. لما لها من أدوار في خدمة وطننا ليس في مجال حمايته من الأخطار الخارجية فحسب، بل وفي كل مجالات البناء والتنمية فمدارسها أزالت أمية قطاعات كبيرة من الأردنيين، ومستشفياتها عالجت وتعالج نسبة متزايدة من المرضى، وآلياتها فتحت وتفتح الطرق، وتنشئ السدود، وتمد خطوط المياه والكهرباء والهاتف، في مختلف أنحاء الوطن، الذي مأمن بقعة فيه إلا ولقواتنا المسلحة أثرا تنمويا فوقها، مما يجعلها الأقرب إلى الأردنيين وفهم تطلعاتهم، وترجمة توجيهات قائدهم..، في هذا السياق يجب أن نفهم قرار تأجيل موعد دعوةالمكلفين بخدمة العلم، فهو قرار يأتي في سياق طويل من الحكمة يزيد خطا جماليا لصورة جيشنا العربي في ضمائرنا، تجعلها أكثر استعصاء على محاولات التشويه.