كما نحن… لا نتحرك إلا بردات الفعل، ولا نفزع إلا إذا فزع الملك...! مع أن جلالة الملك والقوانين تطلب من كل مسؤول أن يقوم بواجبه دائما وبكل حين.
هزت مشاعرنا قضية الفتى صالح، وفتحت عيون الجميع على فئة من المجتمع، خارجة عن القانون، وتمارس شتى صنوف البلطجة والزعرنه ودفع الخاوات والسطو على الناس دون رادع، صحيح أن الشرطة تعرفهم، وتعرف أفعالهم ولكنها مكبلة بحبال القوانين، أما الناس فوصلوا لمرحلة الخضوع لهم ليكتفوا شرورهم، ولانهم أصبحوا عصابات منظمة وبعضهم يستخدمة أشخاص وجهات صاحبة نفوذ، ضد البعض من الخصوم وحدث ولا حرج، ولا نذيع سرا أن بعضهم تم استخدامه سياسياً… ! وأن بعضهم يقبض من جهات لا مجال لذكرها… ! إذا المسؤلية تقع على الحكومة والتي بادرت من خلال قوات الأمن وباهتمام الملك لوضع حد لهذه الظاهرة التي زعزعت أركان السلم الإجتماعي لبلدنا، وأعتقد لا بل متأكد من قوة وعزيمة الأمن العام في تصحيح المسار، ولكن الأمر بحاجة لتشريعات خاصة باصحاب السوابق، وألاعيبهم وفهمهم للقانون، إذ لا يجب تطبيق قوانين الناس الطبيعيين عليهم، والأمر بحاجة لحزم وعزم لنتخلص منهم.
هذا عن البلطجة الظاهره، أما البلطجة المخفية، فهي كل ظلم يمارسه أي مسؤول ضد مؤسسته وابنائها أو ضد الآخرين، ولا اذيع سرا، أن هذا وصل للكثير من مؤسساتنا… ! الحكومية والتعليمية، البلطجة لا تقتصر على زعران عديمي الثقافة جرتهم الظروف ورفاق السوء لأفعال تنتهك حقوق الآخرين، المسؤول أيا كان، الذي يصفي حسابات مع زملائه، ويكيد لهم هو بلطجي كبير ولو حمل اعلى الشهادات، المسؤول الذي يفتري على حقوق مرؤوسيه، ولا يعمل إلا بالواسطه والمحسوبية ليحافظ على كرسيه هو بلطجي كبير، المسؤول الذي يدير مؤسسته من خلال تبادل مصالح وتجارة وتنفيع وعطاءات يدخل بها من الباطن هو بلطجي كبير، المسؤول الذي يستمري الظلم ويمارسه على زملائه والآخرين، ليشبع رغباته في الإنتقام وتصفية الحسابات هو بلطجي كبير، والممارسات في إنعدام العدالة وسيادة الظلم وتنمر بعض المسؤولين، وسعيهم لإذلال مرؤوسيهم وتعريضهم للإهانة ونصب المكائد ضدهم، وجلب ولاءات كاذبه هو طعنة في خاصرة الوطن.
قوات الأمن وبهمتها العالية وإصلاح التشريعات ستخلصنا من البلطجه الظاهره، وأما البلطجة المخفية التي يمارسها البعض متسلحين بالسلطه، فهي أحرى بالإجتثاث، لأن أثرها السلبي كبير وواسع على الوطن، ويجب أن تكون الخطوة القادمة لحكومتنا بغض النظر عن موقع اصحابها، وأظنكم تعرفونهم… . يجب تنظيف الوطن من كل أشكال البلطجة الظاهرة والمخفية، بلدنا يستحق الأفضل… حمى الله الأردن.