هي ليست من حكايات الف ليلة وليلة ، وليست من حكايات الجدات في أواخر الليل، هي حكاية ابو فلاح في جبال بني حميدة.
كان فلاح عبدالحميد الطوالبة يخدم في القوات المسلحة ، وبعد ستة سنوات من خدمته، أصيب بمرض أفقده قواه الى أدنى المستويات الصحية ، و أصبح يتردد على المستشفيات دون رفيق ، فقد كان عازبا ، فقد ابو فلاح (وهو لقبه) وظيفته في القوات المسلحة ، دون الحصول على أي أمتيازات، وبعد أن أنفق كل ما يملك من مال على علاجه ومعيشته، أنتقل للعيش في كهف أو الطور كما عرف به في جبال بني حميدة.
وصلت قضيته للصحف ، وتناقلها الإعلام حتى وصلت الى مسامع الجميع، فزاره مسؤول كبير أنذاك ، و أخبره انه قادم من قبل جلالة الملك (كما يروي ابو فلاح في الفيديو) وانه سيقوم بتوفير منزل له من أجل السكن وكذلك راتبا شهريا وقام أنذاك باعطاء ابو فلاح مبلغ 250 دينارا متعمدا بتسديد ديونه البالغةما يقارب 4 الاف دينار.
فرح ابو فلاح بهذه الزيارة وهذا الانفراج وكان ذلك في عام 2016 ، وبقي ابو فلاح ينتظر الفرج ولكنه لم يأت ، فما كان منه الا ان قام بمراجعة هذا المسؤول في منزله او مكاتبه ولكن دون استجابة ، وكان المارة في تلك المنطقة البرجوازية يخاطبون ابو فلاح الجالس على الرصيف بانتظار المسؤول " شو تعمل هون" وكأن هذه المنطقة تحتاج الى فيزا من أجل دخولها.
بقي الحال على ما هو عليه ولم يطرأجديد الا انهيار صحة ابو فلاح التي انهارت تماما ولم يعد قادرا على خدمة نفسه ويعيش على ما يجود به الاخرين ، وكان دخله الشهري 40 دينارا من التنمية الاجتماعية .
أمس رحل ابو فلاح عن الدنيا الفانية في كهفه ، رحل وبكل تأكيد أننا سنحاسب على أهمالنا له ، خصوصا ذاك المسؤول الذي ذهب بلا عودة ولا تنفيذا لاي وعد او عهد.
هي رسالة للدولة بان الانسان أغلى ما نملك يجب ان تكون تطبيق لا شعارات وان المسؤول يجب ان يكون من "طينة، البلد حتى يشعر بالاخرين