بقلم العميد المتقاعد الدكتور المهندس /حاكم الفلاحات
ان هذا النموذج الإداري المميز والمعاصر (institution work) شكل من أشكال العمل التعاوني المنظم، كأحد المتطلبات الرئيسية للعمل المهني في شتى ميادينه الحياتية، والأكاديمية، والاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والثقافية، وهو عبارة عن أحد التجمعات المنظمة التي تهدف بصورة مباشرة إلى رفع كفاءة الأداء المؤسسي، سواء كان فردي أو جماعي، ولتحسين فعاليته، وذلك بغرض تحقيق جملة من الأهداف التي نسعى جاهدين إلى تحقيقها .
يشترط أن يقوم هذا الأسلوب الإداري على توزيع المهام على الأفراد والجماعات طبقا لتخصصاتها وخبراتها اعتمادًا على مبدأ المرجعية وإدارة المجالس لاتخاذ القرارات المناسبة، لبلوغ الأهداف المرجوة السليمة والموضوعية.
إن حقيقة العمل المؤسسي تشتمل على مجموعة من الحقائق بحيث يتم الالتزام بها ، خلافًا للمعرفة والخبرة والتخصصية حيث انه يجب ممارسة العمل المؤسسي الواقعي والبعد عن الشعارات البراقة وأن تكون نابعة عن قناعة ومعرفة وقائمة على التعاون والعمل بروح الفريق الواحد وبعيدًا عن الانانية والتنظير وحب الظهور على حساب الآخرين.
صفات العمل المؤسسي تساعد على الانفتاح على العالم الخارجي، وامتلاك عقلية خلاقة ومبادِرة عصرية ناضجة، والابتعاد بشكل تام عن عقليات السيطرة العمياء والتملك، واليقين والتأكد من النجاح، والثقة العالية، والتخطيط والتنظيم السليم،وامتلاك عقلية إيجابية والبعد عن السلبية في التفكير واليأس وسوء التقدير ،وامتلاك المهارات الإدارية التخصصية اللازمة والأخذ بالاعتبار عناصر البناء المؤسسي في الأفكار الإبداعية والأهداف المأمولة، بالإضافة إلى المشروعية القانونية.
العمل المؤسسي يتجلى بتحقق العمل التشاركي، والذي يعتبر من أفضل الأعمال التي تحقق الأهداف المختلفة، كما يوفر الاستقرار والهدوء والموضوعية وعدم التحيز؛ لضمان استمرارية العمل وتحقيق المنفعة العامة والقضاء على كافة أشكال الفوضى والعشوائية، ويحقق حالة من التنظيم والاتزان للتخلص من ضياع الوقت والجهود والأموال، ويساهم في الاستفادة من التجارب المختلفة للآخرين، ويؤمّن المبادئ والقيم التي يجب أن تتوفر في بيئات العمل الإيجابية: كالشفافية، والنزاهة، والأمانة، التي تساهم في تحقيقه، والاعتماد على أشكال التخطيط الإستراتيجي الذي يقود إلى النجاح والاستفادة من كافة القدرات والإمكانيات المتاحة بما في ذلك البشرية منها.
تطبيق العمل المؤسسي المنظم والذي ينبع من العمل بروح الفريق الواحد هو ما كان ينادي به جلالة سيدنا حفظه الله منذ فترة طويلة لتمكين القدرات والإستفادة من خبراتها للوصول إلى المضمون السامي بما يلبي مصلحة وطننا.