إن التطور المستمر في حياة الشعوب وسعيها للتقدم والنماء وخلق حياة جديدة تساعد على تحقيق مستوى معيشة يخدمها ويسهل سبل المعيشة ويحقق نوعاً من الرفاهية بشكل أفضل من السابق وهذه الدائرة من التطور والبحث عن التجديد والتحديث واستخدام الموجودات المادية على وجه هذه البسيطة واستغلالها بطرق مختلفة لجني أفضل ميزة ممكنه منها حيث واكب هذا التطور تغير في الأفكار التي تعنى بالحياة الاجتماعية مما ساعد على التغير في السلوك الإنساني لكي يتماشى مع طبيعة الحياة الاجتماعية وما طرا من تغيرات على الحياة المادية في البيئة البشرية عبر سلسلة زمنية من التغير بالموجودات المادية التي يستخدمها البشر.
أن للثورة الرقمية وعصر التكنولوجيا أثر كبير على نشر ثقافة تفرض قيمها ومفاهيمها وأيدلوجياتها بهدف التأثير على السلوك الإنساني بما ينسجم مع العوامل المعرفية الجديدة والتي هي نتاج التكنولوجيا الحديثة التي غيرت كثيراً من البناء الفكري للإفراد والمجموعات البشرية ومن التغيرات التي أحدثتها التكنولوجيا على الايدولوجيا تحرير الإنسان من مصادر الحصول على المعلومات التقليدية بشكل وجاهي أو منقولة عن أشخاص آخرين كالخطب والمناظرات واللقاءات الشخصية والاجتماعات الوجاهيه والتي قد يدافع عنها أصحابها لقناعتهم بما تحمل من أفكار ومفاهيم من تجاربهم أو ورثوها من الأجيال التي سبقتهم والتي تجعل المتلقي يؤمن بها ويدافع عنها لقناعاته الشخصية بها وأصبح اعتماد الإنسان على التكنولوجيا بشكل كبير من خلال استقاء المعلومات من المصادر التكنولوجية الجاهزة والتي قد اعد يعظها لتحقيق أهداف معينة صممت لأجلها حيث غيرت وسائل التواصل الاجتماعي التكنولوجية طرق وأساليب التواصل بين الأفراد والجماعات وأصبحت المعلومة متاحة للجميع وللشخص حرية الوصول للمعلومة التي يريدها وتتكون لدية قناعات سلبية أو ايجابية حيالها وقد تؤثر على الايدولوجيا الشخصية لهذا الشخص.
أن سرعة انتشار التكنولوجيا أدى إلى تغير في الايدولوجيا بحيث تغيرت كثيراً من المفاهيم والقناعات والأفكار بما تحمل التكنولوجيا من حقول معرفية متنوعة سريعة الانتشار وسهل الوصول إليها تحمل في طياتها مجموعة من المعارف والمعلومات المتدفقة عبر وسائل الاتصالات التكنولوجية الحديثة المختلفة وأصبحت التكنولوجيا تفرض واقعاً فكرياً مما اوجد تغيرات سريعة ومتداخلة في ايدولوجيا المجتمعات أثرت على السلوك الفردي والجماعي مما فرض واقع جديد وأصبحت التكنولوجيا تقود الايدولوجيا في كثيراً من المعطيات والسؤال المطروح على الساحة الآن: هل أن عصر الإيديولوجيات المغلقة قد انتهى لأننا في عصر التكنولوجيا الحديثة وهل أصبحت(المناهج الفكرية المفتوحة) التي قد تجمع بين المتناقضات لتنتج فكراً جديداً متجانساً لم تكن ترى النور لولا ثورة التكنولوجيا وهل نحن مقبلون على ايدولوجيا تتحكم بها التكنولوجيا؟...