تعود الكثير من المسؤولين في بلدنا وعند كل تصريح أو طلة بهية، أن يتحفونا بكلاشيهات جاهزة، بأنهم يعملون تحت رؤى وتوجيهات جلالة الملك، وأصبحت هذه الجملة مكررة وكانها عباءة يختبئ خلفها المسؤول ليخلط الحابل بالنابل والإخفاق بالإنجاز، وهنا استذكر كل تصريحات وخطابات جلالة الملك، فأجدها تطلب منا التفاني والجد والإجتهاد والإبتعاد عن الفساد والمحسوبية والواسطة وكل الموبقات، وواقع غالبية المسؤولين والإدارات لدينا تؤشر لعكس ذلك تماما، وأقولها والله لو عرف الملك بفسادكم وضعفكم وكذبكم وزيفكم وإخفاقكم وتنمركم على العاملين لديكم لما أبقاكم دقيقة واحدة في مناصبكم ولصلح أمرنا، فإذا كنتم تعملون بتوجيهات الملك فيجب أن نرى مؤسسات ووطن في أرقى حالاته، ولكن الواقع يشي بغير ذلك، مما يعني أن جل المتسترين بكلام الإستهلاك والضحك على الذقون، والولاءات الكاذبة هم سبب الإخفاقات في بلدنا.
أقولها وبكل صراحة، أبعدو الملك عن بطولاتكم الكاذبة، الملك في الدستور فوق القانون، وحتى القانون لا يعفي وزراء حكومة الملك من المسائلة، الجميع يعمل ضمن الدستور والتشريعات، والكل لديه واجبات ومسؤوليات منصوص عليها، ويجب أن يحاسب باتجاهها، وهنا تكمن المشكلة، يخرج عليك كل مسؤول ويضعها في وجه المواطن والصحافة وكل مراقب أنه لديه وكالة من جلالة الملك وأنه يعمل بتوجيهاته، وهنا نتساءل لماذا اغفلت التشريعات التي تحكم عملك؟ بتنا نعرف جميعا أنه تمويه وهروب من المسائلة، وأختباء تحت عباءة الملك.
توجيهات جلالة الملك حاضرة ويجب أن نأخذها نبراسا لعملنا، ولكن لا نحمل أخطاء البعض ونخفيها بسحر الكلمة، دعونا نحاسبكم بما كلفتم به وبإنجازاتكم، ولا تزجوا بتوجيهات الملك كيفما اتفق لتهربوا إلى الأمام بإخفاقاتكم وإخطائكم.
توجيهات جلالة الملك وإرادته يجب أن تكون روح تبعث الحياة بكل ما نعمل من أجل الوطن، ويجب أن لا تراق في على مذبح إخفاقكم وكذبكم وإدعائكم بالإنجازات الكاذبة، جلالة الملك وتوجيهاته وإرادته يجب أن يتمثلها كل مسؤول فعلاً وليس قولاً، وأقترحت من قبل أن تكون هنالك مراقبة لكل من يحمل الإرادة الملكية السامية ومدى عمله بسمو معانيها وغاياتها… حمى الله الأردن.