نيروز الإخبارية : د. خضر عيد السرحان
قتلوا وصفي الجسد وعاش الفكر والمشروع
يقول الشهيد وصفي التل : الأردنيون أحسن العرب ونحن نقول له أنت أنبل الشهداء
في ذكرى استشهاد الشهيد الرمز وصفي التل رحمه الله واسكنه فسيح جنانه والذي وبكاه الأردن بشجره وحجره وبشره قيادة وشعب، لقد كان وصفي نقطة تحول بارزة و واضحة كل الوضوح في التاريخ الأردني, وما تكيف المرحوم جلالة الملك حسين له بإدارة البلد في ظل أحلك الظروف الا دليل على ذلك فقد رأى المغفور له بإذن الله ان مشروع الدولة الأردنية والمحارب من إطراف خارجية وداخلية كان لا بد له من مخلصين له كي يحافظوا على هذا المشروع، فالأردن الحديث والذي بناه الغر الميامين من أبنائه تعرض لموجة من الضغط الخارجي والداخلي بلغت ذروتها في تهديد كيان الدولة الأردنية، كما أشار إلى ذلك وبشكل واضح جلالة الملك الحسين رحمه الله، إلا أن الأردنيين تصدوا لهذه الضغوط بكل جراءة واقتدار وبرز دور القائد الفذ في هذه المرحلة الحرجة الشهيد وصفي التل والذي رفض أن يساوم على الوطن وكان ثمن ذلك أن قدم روحه فداء لموقفه الهادف إلى حماية وطنه وأهله
لقد حمل الشهيد وصفي التل الهم الأردني ومحبة الوطن في قلبه واعمل فكره للدفاع عن هذا الحمى وكان يعلم أن هذا الأمر سيكون ثمنه غاليا جدا ولا يقدر بثمن، وربما سيكون ثمن هذا الموقف هو الدم فكان المقدام الذي لا يتردد ولو قيد أنملة عن تحقيق حلمه؛ بان يرى الأردن عزيزا مكرما، لقد نذر حياته من اجل ذلك الحلم والهدف، فظهر هذا المارد الأردني كالبركان الثائر الرافض لكل ما من شانه أن يمس الهوية الوطنية الأردنية فكان التربوي والمعلم الذي ربى أبناء الوطن على حب الوطن والتضحية من اجله، وكان الاقتصادي الذي أراد ان يبقى الأردني عزيزا مكتفيا ذاتي،ا لا أن يعيش على المساعدات، وكان الرافض لبيع الأرض ذات الملكية الخاصة، لا ان يباع الوطن بأكمله، وكان القائد العسكري الذي يتقدم الصفوف في الميدان، ولم يكن من المنظرين من خلف الشاشات و من المكاتب كان وصفي فكان الأردن
اعذرنا يا وصفي أن رأيت من يحاول التفريط بالوطن ولم نرقى الى مستوى حلمك وطموحك في الدفاع عنه، اعذرنا يا وصفي يا من رفضت المدارس الخاصة، كي لا يكون التعليم تجارة، اعذرنا يا وصفي يا من اتجهت الى معان لتنتج القمح ويعيش الأردني كريما عندما حاول البعض الضغط عليك بلقمة عيش الأردنيين، الان وقد أجرنا الأرض وأصبحنا عمال عند من استأجرها هذا أن قبل بنا ولم يحضر عماله من الخارج ومن بقي منا يملك أرضا زرا مكان القمح اسمنت وحجر ليرضي مستثمر أجنبي طرح عليه هذه الأفكار ليرحل عنا حال ان يشبع جشعه متحالفا مع سماسرة الأوطان، اعذرنا يا وصفي لقد أصبح اصغر مسؤول في وطني طاردا لكل معاني حب الوطن والحفاظ عليه، على عكس ما كان في زمنك عندما كان دولة الرئيس مثال في الوطنية والاستماع الى هموم ومشاكل المواطنين وحلها بلا تردد، فكنت يا وصفي بيئة جذب وفخر لكل أردني اعذرنا يا أيها الرمح الأردني تقدمنا كثير بعد استشهادك نعم ولكن نحو الهاوية اعذرنا يا وصفي فقد أصبح الأردني في وطنه غريبا فمشاريع التي كانت تحاك في الظلام وفي دول الجوار و الهادفة الى المساس بالأردن والأردنيين و التي تلاشت على يديك وأيدي أبناء الأردن المخلصين أصبحت قاب قوسين او أدنى ومنها ما يحاك على أيدي داخل الوطن أكلت من خبزه وتنكرت له
يوم رحيلك يوم اسود و حزنين يستذكرك الوطن من أقصاه الى أقصاه أيها الرمز الأردني الأشم تجار الوطنية والجبناء تفاخروا بقتلك من على الشاشات، وظنهم أننا نسيناك او أن مشروعك قد انتهى لقد نسوا أنهم أن قتلوا وصفي ففي كل بيت أردني سيولد وصفي يا وصفي الراقد في حنايا القلب مشوارك ومسيرتك لن تنتهي وسوف يحافظ عليه الأردنيون الشرفاء مهما كلف الثمن ثق بذلك ونم قرير العين لقد ظنوا أنهم ان قتلوك قتلوا الأردن لأنك كنت الشوكة في حلوقهم لقد خابوا وخسروا هم وأتباعهم إلى يوم الدين وستبقى شوكة في حلوقهم وسيبقى الأردن عزيزا إلى الأبد