نيروز الإخبارية : وكالة نيروز الإخبارية.
بقلم د . رياض شديفات
بعد التهنئة لكم بالفوز أرجو لكم التوفيق من الله تعالى في حمل الأمانة والمسؤولية التي تصديتم لها عبر بياناتكم الانتخابية، وشعاراتكم التي رفعتموها في فترة الترشح ، ولا بد من تذكيركم ببعض الأمور وأنا على يقين أنها لن تفوتكم وانتم احرص الناس على تنفيذ وعودكم وخدمة وطنكم ومجتمعكم .
وانطلق في رسالتي هذه من قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" (سورة الأنفال الآية : 27) فمن باب التذكير بعظم المسؤولية الملقاة على عواتقكم في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به المجتمع الأردني ، وحجم التحديات الداخلية والخارجية التي نواجهها جميعاً أضع بين أيديكم النقاط التالية :
- النيابة تكليف وليست تشريف كما يريدها بعض النواب ، وهي مغرم ثقيل لمن أدرك عظم الأمانة ، وليست غنيمة على الاطلاق ، فالأمانة ثقيلة وصعبة " وسوف تسألون " .
- يعلم السادة النواب الجدد أن مجالس النواب السابقة قد فقدت ثقة غالبية المجتمع الأردني بسبب ممارسات بعض النواب السابقين ، ومن الواجب عليكم أن تعيدوا الثقة بالمجلس عبر التطبيق العملي لبرامجكم التي عبرت عنها ، فعهد الشعارات ولى، وجاء عهد العمل والتطبيق ، ومن المناسب التذكير بالعبارة التاريخية لأحد الولاة في التاريخ الإسلامي حين قيل له: "كثر شاكوك ، وقل شاكروك ، فإما اعتزلت، وإما اعتدلت " فقد كثر الشاكون من أداء مجالس النواب ، وقل الشاكرون لها ، فمن لم يستطع من الأعضاء تحمل المسؤولية فعليه الاعتزال حفظاً لماء وجهه .
- من المناسب التذكير أن الواجب الأول والأهم لمجلس النواب هو الرقابة والتشريع في الوقت الذي انشغل فيه غالبية النواب السابقين بمهمات اخرى مما جعل السلطة التنفيذية تتغول على السلطة التشريعية فزاد الفساد، والمديونية، والبطالة والفقر، وسوء الإدارة ،وتتحمل مجالس النواب المتعاقبة المسؤولية عن ذلك مع السلطة التنفيذية .
- المطلوب من نواب المجلس التاسع عشر أن يكونوا على قدر المسؤولية بالترفع عن كثير من المهاترات والصراخ والعراكات بالايدي والأدوات والمشاجرات التي كانت تتم في المجالس السابقة مما يصعب نسيانه من الذاكرة الأردنية التي كانت ترصد تلك السلوكيات وتحتفظ بالكثير من الصور والفيديوهات وتنشره وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من باب التندر والسخرية .
- من المناسب التذكير بأن مجلس النواب " بيت الشعب " من واجبه تصويب الخلل الذي اصاب مفاصل حيوية في الدولة الأردنية عبر بيع مؤسسات الدولة المنتجة ، وتشكيل الهيئات المستقلة التي هدرت موزانات الدولة بلا جدوى ، واضعاف ديوان الخدمة المدنية عبر تقزيم دوره في التوظيف والتعيين ، ومن الواجب على مجلس النواب أن يفتح هذه الملفات ، وأن يعمل جاهداً على إعادة تلك المؤسسات إلى القطاع العام ، والتوقف تماماً عن التلاعب بمستقبل الأردنيين ومصيرهم من خلال المتنفذين وسماسمرة الأوطان ممن عرفهم ابناء الأردن الشرفاء .
- المطلوب من السادة النواب التذكر أن الوقت يمر سريعاَ ، وأن ذاكرة الأردنيين لا تنسى ، وذاكره التاريخ لا ترحم " فمن أحسن فلنفسه ، ومن أساء فعليها " فمن يعمل يحترم ويذكر بخير ، ومن يُمثل على الناس ينكشف بسرعة ، وما زالت الذاكرة تتذكر الشرفاء والأوفياء بكل خير ، فالأمل أن يكون نواب التاسع عشر على قدر الأمانة والمسؤولية " وإن الله لا يُضيع أجر من أحسن عملا" والله المستعان .
المواطن الأردني .... د . رياض الشديفات / 14/11/2020م