منذ اربع سنوات والكويت تقوم بجهود حثيثة من اجل رأب الصدع الخليجي، لكن الظروف لم تكن مواتية لتحقيقها، فلقد عمل امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد رحمه الله على اطلاق مبادرة المصالحة لايمانه باهميتها وتابعها اخوه الشيخ نواف الاحمد امير دولة الكويت من اجل تحقيق حالة وفاق خليجي وعربي، الا ان الظروف كانت غير مهيأة لذلك، لكن عندما تغيرت اسقاطات المشهد الموضوعي وجاء التحرك الامريكي من قبل الرئيس الامريكي دونالت ترامب، وقام بارسال المبعوث جاريد كوشنير للرياض والمنطقة، اخذ موضوع المصالحة بالتسارع وباتت الرياض على موعد مع قمة خليجية بحضور الشيخ تميم بن جاسم امير دولة قطر على ايقاع قد يعالج حالة الصدع الخليجي ويحقق مصالحة خليجية طال انتظارها.
وبذلك تكون المبادرة الكويتية في المصالحة قد نجحت بمساعدة امريكية على اعادة الصف الخليجي والعربي وهو الانجاز الذي نعزوه لحرص الامير الراحل الشيخ صباح الاحمد على تحقيقه، وهذا ما جعل قمة الرياض المرتقبة تحمل في مضمونها قمة صباح الاحمد الصباح، للتأكيد على دورة الكبير ومكانته المميزة ورسالته التي تحققت لتكون هذه القمة ممكنة في لملمة الصف الخليجي وتمكين الدور الجيوسياسي العربي في مواجهة التحديات الاقليمية ووحدة الصف العربي في تحقيق منجزات على كافة المستويات والاصعدة.
وهذا ما يبشر المجتمعات العربية بالخير، فان وحدة الصف العربي تعتبر احد اهم الاسس التي يمكن الاعتماد عليها في مواجهة الظروف الموضوعية الاقليمية منها والدولية في ظل التحديات الجسام التي تواجه الامة وقضاياها المركزية منها والسياسية وكما تواجه الانسان العربي في ظروفه المعيشية وتحدياته الاقتصادية وسلامته الصحية، وهذا ما بحاجة الى تضافر الجهود وتوحيد المجهودات من اجل تحقيق الرفعة للانسان العربي وقضاياه.
ولم تكن الدبلوماسية الاردنية بعيدة عن هذه المصالحة فلقد حرص جلالة الملك عبدالله الثاني على التواصل مع اخيه الشيخ محمد بن زايد، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لكسر جليد برود العلاقات ومن اجل تمكين الجهود لتحقيق هذه المصالحة والتي وان كانت خليجية لكنها تشكل الاساس في وحدة الصف العربي يعود نظامه السياسي وياخذ دوره المحوري في تجسيد تطلعات الامة في تعزيز مكانتها وتمكين حضورها في المحافل الاقليمية والدولية.
ويعول بعض المراقبين ان تشكل القمة الخليجية المزمع عقدها في الرياض ارضية للعمل العربي المشترك من خلال الدعوة لعقد قمة عربية تحمل عنوان اعادة حضور للنظام العربي على مسرح الاحداث وذلك برسالة واضحة ومضمون مشترك، على ان يكون من ابرز سمات هذه القمة حماية منجزات النظام العربي وصون مكتسباته تجاه اية تهديدات تهدد امنه القومي، وسلامة مجتمعاته، وهي رسالة بيت القصيد.