يلاحظ المتصفح لصفحات مواقع التواصل الاجتماعي ومنها " الفيس بوك " انتشار انواع كثيرة من الفاكهة التي يتذوقها رواد هذه المواقع ناسين أو متناسين بأن الإنسان مسؤول عن حواسه " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا " ، ولعل من أبرز أنواع هذه الفاكهة التي احذر منها الفاكهة التالية :
- الغيبة والنميمة والغمز واللمز والتعريض بالآخرين بوصفهم بصفات غير مناسبة متأخذين من الفضاء الإعلامي منبراً للتعبير عن عما يجول في خواطرهم نقداً وذماً وظناً لغيرهم مما قد يدخلهم في دائرة الخوض بالباطل .
- الخوض في مسائل الدين من غير بينة دون تمييز بين الحديث الضعيف وغيره ، ودون دراية بالمسائل الدقيقة في العقيدة والعبادات والمعاملات ، وتحول كثير من رواد هذه المواقع إلى مفتين بفتاوى لا تخضع لقواعد الاجتهاد والفتوى ، مع العلم أنهم لا يستطيعون التفريق بين الفتاوى السياسية والفقهية ، وكأن الدين والعلم الشرعي كماء السبيل يشرب منه كل الناس .
- التقعر والخوض في اللغة العربية دون الرجوع إلى المختصين في علم اللغة والبلاغة وعلم المعاني وما ينشأ بينها من فروع في الكلمة الواحدة بحسب سياقها ، وللعلم اللغة العربية بحر متلاطم لا يحيط بها إلا نبي ، وهي ولادة كثيرة الاشتقاقات ، فلا يجوز الاستهتار والتقليل من شأن اللغة بمجرد الرجوع إلى العم " قوقل " .
- الخوض في المسائل الصحية التي أفنى خبراء الطب اعمارهم في تقصي تفاصليها فيما يسمى " بالتخصص الدقيق " ويأتيك من لم يقرأ كتاباً طبيباً واحداُ ، ولم يحضر محاضرة علمية واحدة ليفتي في الطب وعلومة ، وينصح بالوصفات ، ويتهم الاطباء بالقصور أو عدم الخبرة والمعرفة في تخصصهم ، ومما يؤسف له أن مجتمعنا تحول غالبه إلى نقاد في السياسة ، ومفتين في الدين ، وخبراء في الاقتصاد ، واخصائيين في علوم الطب والصيدلة ، وغيرها .
وفي هذه العجالة أحذر من التعاطي مع هذه المسائل ، وأدعو إلى احترام التخصصات ، وترك أهل الاختصاص يناقشون هذه المسائل بعلمهم ودرايتهم ، فهناك أنواع كثيرة من الفاكهة مغشوشة في مواقع التواصل على الرغم من الشكل الجذاب كخضراء الدمن ــ شكلها جميل ومنبتها منبت سوء ــ ، ولهذه الفاكهة أثار جانبية ومحاذير عند تعاطيها من غير اهل الاختصاص ، وليس كل هذه الفاكهة صالحة لصحة الناس ،فصحة الناس لسيت مجالاً للتلاعب ، ودين الناس ليس مجالاً للتجريب ، ولغة الأمة لها فرسانها ، وعقول الناس أثمن ما يمكن الاسثمار فيه ، ومن يتق الله يقف عند حده .