لا شك بأن النفاق في المجتمع صفة ذميمة، نصحت بتجنبها كل الأديان السماوية وأدبيات المجتمعات المدنية. وهي وسيلة رخيصة للتقرب من أصحاب الشأن، لتحقيق مصالح شخصية. وقد أفرد الله تعالى لممارسيها سورة مستقلة في القرآن الكريم هي سورة ( المنافقون ). ثم جاء في سورة النساء قوله تعالى ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ).
وإن وجدنا بعض العذر للشباب أو الموظفين الصغار، في توددهم وتقربهم من مسئوليهم، ساعين للحصول على وظيفة أو ترقية يعتاشون من ورائها، فإننا لا نجد العذر لمن بلغوا من العمر عتيا، وأشغلوا وما زالوا يشغلون مواقع هامة في الدولة، أن يمارسونها في أحاديثهم وخطاباتهم النفاقية، جهارا نهارا دون أن يرف لهم جفن.
هؤلاء الديناصورات أمضوا جُلّ حياتهم، وهم يمتطون صهوات الوظائف العليا، وما زال بعضهم على هذا الحال، ولكنهم - مع الأسف – يلجؤون إلى النفاق والتسحيج، ويسبغون على بعض المسئولين الأحداث، صفات وإنجازات غير واقعية.
إنهم يعرفون أنهم يكذبون، ويعرفون أن الشعب يعرف أنهم يكذبون، رغم أنهم بلغوا من الكبر عتيا. ومع هذا فإنهم يصرّون على ممارسة هواياتهم النفاقية، التي اعتادوا عليها، ورضعوا حليبها منذ صغرهم دون خجل أو حياء.
أتمنى على كل من يُقْدِم على مثل هذا النفاق الرخيص من الديناصورات الأردنية، أن ينظر إلى وجهه في المرآة، بعد كتابة عباراته الهزيلة، ليرى سوء فعله مطبوعا على جبينه، في خريف عمره . . !