* في هذا المقال التحليلي والمدعوم بالأرقام سأتحدث عن جغرافية الوطن التنموية حرصا مني على أننا شركاء في بناء هذا الوطن الغالي ودعم توجهات قيادتنا الهاشميةالحكيمة التي توصل الليل بالنهار وتسعى بأن تكون كل مساحات وجغرافية الوطن الاردني جاذبة للاستثمار والتطوير وجاذبة للسياحة وجاذبة للسكان ....بعد.ان.اثبت الأردنيون "أنهم يجودون بكل شيء إلا تراب الوطن" ، وهنا أطرح الأسئلة التالية:
- لماذا هناك مناطق جاذبة للسكان ....؟. ولماذا هناك مناطق طاردة للسكان ...؟.
- من الجهات الحكومية المسؤولة عن التفكير والتخطيط الاستراتيجي/ السكاني والعمراني والتنموي .....؟.
- أين تذهب مخرجات دائرة الإحصائيات العامة ...ومن الجهات المستفيدة ...وما هو دور وزارة التخطيط.....؟.
* لغايات التنمية كانت المملكة الأردنية الهاشمية ولا زالت مقسمة تنمويا إلى 3 أقاليم تنموية وهي:
- إقليم الجنوب .
الذي يضم 4 محافظات ( الكرك ، الطفيلة، معان، والعقبة ) ،حيث يشكل هذا الإقليم حوالي 52% من مساحة المملكة ويقطنة 10.2% من سكان المملكة....؟. وهذا هو المؤشر الخطر والمقلق في البعد التنموي ....وإلى متى يبقى إقليم الجنوب طاردا للسكان....؟. فأين الاستراتيجية الوطنية للدولة....؟. وأين دور مراكز دعم القرار ومراكز الدراسات.....في التحليل والبحث عن الأسباب وليس الاكتفاء بمعالجة الآثار فقط...
- إقليم الوسط.
الذي يضم 4 محافظات ( عمان ، الزرقاء ، مادبا ، السلط ) ، حيث يشكل هذا الإقليم 16% من مساحة المملكة ويقطنة حوالي 70% من سكان المملكة، كما يتركز في هذا الإقليم معظم المنشآت الحيوية والاستراتيجية ومعظم الاستثمارات المحلية والإقليمية والدولية في العاصمة عمان ....وهذا أيضا مؤشر خطر وقلق إذا نظرنا فقط انه 95 % من المناطق والمدن الصناعية المؤهلة موجودة في إقليم الوسط ولا يوجد في إقليم الجنوب إلا منطقتين صناعيتن واحدة في الكرك والثانية في عمان ....ونفس الشيء ينطبق على المشاريع الأخرى... كما.ان هناك أكثر من 15 جامعة خاصة في إقليم الوسط...ولا يوجد في إقليم الجنوب اي جامعة خاصة ...والحديث يطول.....!!.
- إقليم الشمال.
الذي يضم 4 محافظات ( اربد ، جرش ، عجلون، المفرق ) ، حيث يشكل هذا الإقليم 32% من مساحة المملكة ويقطنة حوالي 20 % من سكان المملكة وهذا الإقليم قد يكون هو الإقليم المتوازن بين المساحة والسكان ولا يعتبر إقليميا طاردا للسكان ..وفيه العديد من الاستثمارات الناجحة ...بسبب طبيعته الجغرافية والمناخية وقربه من المركز ....
* من هنا جئت واضعا هذا الحقائق والمعطيات امام المفكر والمخطط الاستراتيجي ومراكز دعم القرار...ودعوة من القلب لمن يعشق هذا الوطن .... قائلاً لهم علينا أن ننتقل من النمطية الى التجديد ،ومن التقليد الى الابداع والابتكار ..ويجب مراجعة كل.الاستراتيجيات والسياسات الوطنية لان هذه الارقام والنسب والمقاربات مؤلمة في بعض مفاصلها ....فلماذا لم نستفيد من مخرجات التعداد السكاني الذي تنفذه الحكومة ....؟. مع الأخذ بعين الاعتبار أن دائرة الإحصاءات العامة هي الذراع الإستراتيجي القوي لوزارة التخطيط في توفير قواعد البيانات والمعلومات لكل مؤسسات الدولة لغايات التخطيط..فهل نستفيد.من هذه المخرجات التي كلفت وتكلف الحكومة ملايين الدنانير......؟.
* ختاما اقولها من قلي ومن بلاد الغربة أن الوطن للجميع ، وان يتم الاستثمار في الوطن من أجل أبناء الوطن ، وليس استثمار الوطن أحيانا...، وتطبيق مبدأ الإيثار وليس الاستئثار، وان نتحدث مع بعض لا على بعض...فالاوطان لا تبنى بجلد الذات...وان بناء الأوطان يبدأ ببناء الإنسان......
اخوكم. اللواء الركن المتقاعد الدكتور صالح المعايطة/ أبوظبي