دولة السيد مُضر بدران أمدّ الله بعمره، يحمل شهادة الحقوق من الجامعة السورية. وعندما أنهى دراسته وعاد إلى الأردن انتسب إلى الخدمة في الأمن العام في أواخر عام 1956. وحمل بعد إنهاء التدريب العسكري الذي استغرق ثلاثة أشهر رتبة ملازم أول.
عُيّن في أواخر عام 1958 مساعدا للمشاور العدلي، واستمر بالخدمة العسكرية إلى أن حمل رتبة لواء في دائرة المخابرات العامّة، حيث أحيل على التقاعد من الخدمة العسكرية عام 1970.
بعد ذلك أشغل مُضر العديد من الوظائف المدنية من أهمها : وزيرا للتربية والتعليم، رئيسا للوزراء ووزيرا للدفاع 3 مرات، رئيسا للديوان الملكي مرتان، عضوا في مجلس الأعيان مرتان.
أصدر دولته مؤخرا مذكراته في كتاب حمل عنوان ( القرار )، أقتبس منه الفقرات التالية :
" لقد مرت علينا أيام في هذا الوطن صعبة جدا، لكنّ قدر هذا الوطن العزيز، أن يكون محميّا ومباركا. فأنا أشعر بالحماية الإلهية لهذا التراب وأهله ونظامه، وأقول هذا من باب ما شهدّتُه وخبرتُه، من مصاعب وصعوبات، اجتازها الأردنّ قويّا عزيزا.
في إحدى السنوات نهاية عقد السبعينات، زارني السفير الأمريكي في عمّان، وقال لي إنّ الحكومة الأمريكية تأسف لعدم تقديم مساعداتها السنوية للأردن في هذا العام. وطبعا كان الهدف هو الضغط على الأردن لتذهب لكامب ديفيد.
سألتُه مباشرة : هل أنت متأكد ؟ فقال : نعم. أعدت السؤال عليه، وأعاد الإجابة نفسها. وقفت في مكتبي وذهبت إليه وصافحته، وقلت له : شكرا لك ولحكومة بلادك، لقد حققتم لي حلما لطالما كان يراودني، أن أصمم موازنة بلدي، خالية من بند المساعدات الأمريكية.
* * *
التعليق :
هذا هو مضر بدران رجل المهام الصعبة، الذي سار على درب وصفي التل، والذي وقف إلى جانب الحسين طيلة حياته. وهذا ما أجاب به السفير الأمريكي بكل عزة نفس وافتخار بوطنه واعتماده على النفس ، وليس بالرجاء والتذلّل.
رحم الله الحسين ووصفي التل، اللذْين كانا رمز عزّة الأردن وشموخه، وبارك الله بصاحب القامة السامقة مضر بدران، والذي سأعرض مستقبلا بعضا من مواقفه الوطنية الجريئة لمصلحة الأردن.