بقلم العميد المتقاعد الدكتور المهندس/حاكم الفلاحات
مفهوم إدارة سلسلة التوريدsupply chain management موجود منذ فترة طويلة ولكن في المدة الأخيرة أصبحت سلاسل التوريد تحت الأضواء لما لها من أهمية كبيرة لقدرتها على صنع مستقبل مزدهر للشركات أو ممكن يؤدي الى انهيارها. باختصار هي تعني عملية إدارة حركة إمداد وتدفق السلع والبيانات والأموال المتعلقة بمنتجات أو خدمات، بدءًا من شراء المواد الخام وحتى تسليم المنتج إلى وجهته النهائية بأكثر النواحي كفاءة واقتصادية ممكنة، وعلى الرغم من أن هناك خلط بين سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية، فإن الخدمات اللوجستية هي في الواقع مجرد أحد مكونات سلسلة التوريد.
اليوم أصبحت سلسلة التوريد واسعة النطاق وأعمق وذات تطوّر مستمر وخاصة عند دخول التكنولوجيا الحديثة في تحريكها ومتابعتها المستمرة ، وهذا يعني أنها يجب أن تتسم بالمرونة لتصبح أكثر فعّالية، لذا يجب أن يكون نظام إدارة سلسلة التوريد مرنًا بالقدر الكافي للتخفيف من جميع التأثيرات الناتجة عن أي تغييرات تحدث في سلسلة التوريد .
تميل الشركات التي لديها ممارسات فعالة لإدارة سلسلة التوريد إلى زيادة نمو الإيرادات في الاستفادة من إدارة سلسلة التوريد إلى أبعد مما قد يُعتقد وتشمل هذه الفوائد تحسين التعاون، بحيث يتم تقاسم كافة المعلومات والتنبؤات المتعلقة بسلسلة التوريد، وكذلك إدارة المخاطر التي تشمل مشاكل الجودة والاضطرابات وانخفاض التكاليف المرتبطة بالتخزين وغيرها، بالإضافة إلى زيادة الكفاءة لمنع تأخير التصنيع وزيادة الإنتاجية.
لفهم أفضل لكيفية عمل سلسلة التوريد يجب التعرف على المكونات الرئيسة لسلسلة التوريد :مثل التخطيط لتحديد المتطلبات والموارد وتحليل الطلب على المنتج وتكلفته، و المصادر لشراء اللوازم والخدمات بأفضل الأسعار والمحافظة على الأولويات والجودة وتدفق الإمدادات، ويأتي بعدها التصنيع وهو المكان الذي تتم فيه كافة الأنشطة المتعلقة بالتجميع والاختبارات والتعبئة ومستوى كفاءتها ثم التسليم، بحيث يتم تجهيز كافة الأوامر للعملاء والتوزيع وعمليات التخزين ثم الإرجاع للمواد المعنية سواء المُعيبة أو منتهية الصلاحية أو العمر، والتخلص منها بأفضل وأسلم الطرق، بحيث لا تؤثر على الطلب أو المخزون، وأخيرا التمكين بحيث يتم تدعيم تدفق المعلومات في جميع أنحاء سلسلة التوريد والقدرة على الامتثال بالأنظمة والعمليات الداعمة للموارد البشرية، وتقنية المعلومات، وتصميم المنتجات، والتسويق، والمبيعات، وضمان الجودة.
أما بالنسبة للعناصر الغير مسيطر عليها والتي لها تأثير مباشر على سلسلة التوريد فتتمثل الأنظمة الاقتصادية والقوانين وسياسة الأسواق ودرجة المنافسة ومستوى التكنولوجيا المتوفرة والتركيب الجغرافي والقواعد الثقافية والاجتماعية في الأسواق المستهدفة.
إن المهم في سلسلة التوريد هو التنوع في المصادر و قد ثبتت نجاعته خلال الظروف الحالية الصعبة على كافة الدول والمنشآت مما أجبر البعض على إبطاء أو انهاء العديد من المؤسسات.
و أخيراً أقول حفظ الله بلدنا و شعبنا و قيادتنا من كل مكروه.