تجبرنا الحياة دائماً على التعامل مع الكثير من الناس.. وهم غير متشابهين بالتأكيد فمنهم من يحمل قلباً نقيّاُ.. ومنهم من يحمل قلباُ خبيثاً ومليئاً بالحقد والكراهية.. وهنا وجب الحذر منهم و التعامل معهم بسطحية دون ثقة بهم على الإطلاق.. وفي هذا المقال المعني الأول فيه هم من يتمتعون بنقاء القلوب الذين لا يعرفون الحقد ولا الضغينة ولا الانتقام.. بل ويسامحون بسهولة.. فالقلوب البيضاء قلوبهم بلونِ الثلج.. أحلامهم بنقاءِ الماء.. خيالهم باتساعِ السماء.. لَدَيهِم قدرة على التسامحِ بلِا حدود.. ويتَمَتَعون بقدرةِ الاغتسال بماءِ الأماني.. وقدرةِ الحِلم والانغِماسِ فيه إلى آخر قطَرَاتِه.. لا يَنتَظِرون مرارة الأحزَان مِن يدٍ صافَحَتهُم.. قلوب بيضاء في زمنِ القُلوبِ الملونة.. طُقوسهُم وأيَامهم ولَوحاتهُم مُلونة بالتفاؤل.. ويَتَعَلمون من أخطائِهم بسهولة.. هم من يمنحون القلوب حولَهم ثقة لا متناهية.. ولا يلمحون اللَّون الأسود في الحياةِ.. يقتَرِبون مِن الأرواح التي تَمُر في حياتِهم حَد الالتصاق.. يتعَلّقون بالتفاصيل والبقايا كثيراً.. ترافقهم حسن النية بالآخرين دائما.. القلوب البيضاء لا تعرفُ الظَنَّ السيئ.. ولا تعرف الخِيانة.. ولا يذيقون سِواهم مرارة الغدر.. يبدؤونَ بنقاءٍ وينتهون بوفاء.. يسرق الحنين جزءاً كبيراً من عمرِ طيّبي القلب والأنقياء.. يخلِصون لحكاياتِهم حتى المَوت.. يسهمون في بناءِ مُدنِ الفَرَح.. يُسارِعون لترميم انكسار القلوب.. يتحدثون بنبضِ النقاءِ والحُب والحلم.. يُشعِرونك بأنّهم قد اخترعوا الصفاء على الأرض.. تبقى قلوبهم في طور الطفولة.. لا تكبر أعماقهم ولا تُلّوَث أبداً.. ترتَسم ملامِح الطفولة في وجوهَهِم.. أَعيُنَهم مرآةٌ صادقة لأعماقِهم.. تقرَأ بأعيُنهم كُل ما تَخفيه أعماقهم.. فهم لا يُجيدون التَخفّي والإخفاء.. ويفشلون في ارتداء الأقنعة.. لا يَخذِلونَك أبداً عند حاجتك إليهم فهم أول من يُدثّر حاجتك ويستُرها.. وهم أول مَن تَلمحُهم عيناك عند انكسارك.. وأول من ينتشلك عند غرقك بأحزانِك.. يمنحونك أنفسهمٍ عند اختناقك.. يحوّلون أيامهم إلى طوق نجاةٍ يلقونه إليك.. إذا كنت ممّن يُحيط بأصحاب القُلوب البيضاء فالتصق بهم.. فهم عملةٌ نادرةٌ في زمنِ القُلوب المُلَوّنة.. لِتَكنْ قلوبنا بيضاء حتى بعد الغروب.. لا بأس.. سيتألم قلبك قليلاً أو كثيراً فقلوب الطيبة وُجدت لتتألم ولتقتل ببطء.. النوايا الطيبة والمشاعر النقية تدل على الطريق في بعض الأحيان ولكنها في أحيانٍ أخرى تُعمي البصر.. ولكن ليس عن الوطن!..