عندما اخترنا مقاييس تناسب شياطين النّفس رضينا عن أنفسنا.. ولكن.. هل رضي عنّا ربُّنا؟
- من لا ترتدي الحجاب أو ترتديه مع بنطال، جَعلت من زميلاتها اللاتي يرتدين الثّياب القصيرة والضيّقة مقياسًا للباسها.. فوجدت نفسها خيرًا منهن ثم رضيت عن نفسها.. ولكن.. هل رضي عنها ربُّها؟
- من لا يُصلّي؛ جَعل ممن يرتكب الآثام الكثيرة مقياسًا له.. فوجد نفسه أفضل منه ثم رضي عن نفسه.. ولكن.. هل رضي ربُّه عنه؟
- الموظف الذي يأخذ لأولاده من قرطاسيّة مكتبه.. جعل من زملائه اللصوص مقياسًا له.. فوجد نفسه خيرًا منهم ثم رضي عن نفسه.. ولكن.. هل رضي ربُّه عنه؟
- العامل الذي يتأخر عن عمله.. ويغادر مبكّرًا.. ويرضى بأن يكون جزءًا من راتبه حرام.. جعل من زملائه الذين يغيبون أيّامًا عن العمل بلا عذر مقياسًا له.. فوجد نفسه خيرًا منهم.. ثم رضي عن نفسه.. ولكن.. هل رضي ربُّه عنه؟
- السائق الذي يخالف قواعد المرور.. يُسرع.. يُغلق الشارع باصطفافه.. لا يحترم الآخرين.. جعل مقياسه أولئك السواقين المتهورين.. الذين يعرضون حياة النّاس للخطر.. فوجد نفسه أفضل منهم ثم رضي عن نفسه.. ولكن.. هل رضي ربُّه عنه؟
- ذلك الذي يقبل الرِّشوة والهدايا.. جعل من لصوص المؤسسات مقياسًا له.. فوجد نفسه أفضل منهم ثم رضي عن نفسه.. ولكن.. هل رضي ربُّه عنه؟
- من يحرم شقيقاته من الميراث مقابل تعويضٍ زهيد.. جعل مقياسه من لم يعط تعويضًا.. فوجد نفسه أفضل منه.. ثم رضي عن نفسه.. فهل رضي ربّه عنه؟
وغيرهم الكثير ممن أخطأوا المقياس.. فرضوا عما لا يَرضى عنه الله تعالى..
ما بالنا في المال والثراء والمنصب نجعل الأغنياء مقياسًا لرضانا.. وفي القيم والأخلاق نختار الأدنى مقياسًا لذات الرضى!..
ما لكم كيف تحكمون!؟.
ما رأيكم أن نعود لمقياس الله تعالى.. اليوم.. إذا ما هممنا للنوم.. نطفئ النّور.. لنستذكر عتمة القبر.. ونضع أعمالنا في ميزان ديننا السليم.. ونغلق أعيننا.. ونصدر الحكم الحقيقي على أنفسنا.. ونتخيل بأن ملك الموت عند رؤوسنا ينتظر صدور الحكم..