بمناسبه الذكرى المئويه للتاسيس الجديد للدوله الاردنيه الحديثه ولتوضيح الحقائق التاريخيه ومسح الغبار عن الغموض او التعتيم في عرض هذا التاريخ المجيد قررت ان اقدم قراءتي بناء على الحقائق المجرده وللتعريف بان الاردن مشروع قومي تاسس كنواة للوحده السوريه والعربيه..
ان الاماره التي اسسها الامير في معان في البداية لم يكن اسمها" امارة شرق الاردن" بل " امارة الشرق العربي" وكانت تضم شخصيات مثلو كل الاقاليم السوريه.. وكان اختيار رشيد طليع كونه من قادة العمل الوطني في المملكه السوريه. وكانت الحكومه. تمثل " كل الاقاليم السوريه" .. وبل معها العراق.. والحكومات الثلاث الاولى كان فيها وزير واحد من كل اقليم.. سوريا ولبنان والاردن والعراق وفلسطين.. و بعد عام ١٩٢٣. عندها حصل التوجه تدريجيا نخو" اردنة " المشروع كخيار مرحلي بديل لان الامير عبدالله وجد انه لا يستطيع عسكريا الحشد الكافي لتحرير دمشق. والاسباب متعدده والاهم فيها ان الشخصيات والعشاير في الاقاليم كانوا منقسمين . ناس كانوا يقبلوا الانتداب الفرنسي والبعض الانجليزي والاقل كانوا يريدوا فعلا خوض الحرب والقتال. لذلك لجا الى العمل السياسي انطلاقا من الاردن. ولما وجد الامير ان قادة العمل السياسي السوري يتوجهو نحو الاستقلال بسوريا وبل فصل جبل لبنان كدوله جديدة ايضا.. عمل على السعي للحصول على استقلال متماثل للامارة الاردنية فنجح جلالته بحنكة ودهاء من لحصول على الاستقلال التام للبلاد واعلان المملكة الاردنية الهاشميه في ٢٥ ايار ١٩٤٦.والذي جاء بعد حوالي شهر من اعلان استقلال سوريا( في ١٧ نيسان عام ١٩٤٦).
زار الملك عبد الله سوريا بعد ايام من استقلالها وعرض خطة لاتحاد سوري شامل يضم سوريا ولبنان و فلسطين وكخطوة لاحقه انضمام العراق ايضا. لكنه فوجيء ان زعماء سوريا رفضوا الاتحاد بل ان الملك عرض التوسط لاعادة وحدة سوريا و لبنان. لكنهما رفضا الوحده. وذلك بتاثير خارجي فرنسي وبريطاني وتواطؤ بعض الدول العربية حينها .و قد كتب الملك عبدالله بعد عودته من دمشق بانه يجدد العرض ويعطي لقادة سوريا ولبنان اختيار اي شكل وحدوي يريدون فيما ابلغ بانه يقبل التنازل عن الحكم مقابل قيام الاتحاد.لكن قادة سوريا ولبنان الجدد لم يردوا. فيما لم يبدي زعماء فسطين حينها اي حماس للمشروع الوحدوي الذي كان لو نجح سيقلب معادلة حرب فلسطين.كانت حجج المنافسه الشخصية والتمسك بالسلطات والكراسي بارزة على الساحة العربية منذ ذلك التاريخ حيث تراجعت الوحدة الجاده بين الاقطار العربيه والتي كانت هدف الهاشميين على الدوام.فكان اعداء الوحده من زعماء اقليميين يشيعوا بان الوحده " طموح شخصي للامير الهاشمي". لقد عملت فرنسا مباشرة و بريطانيا بشكل غير مباشر وخبيث ضد المشروع لكن التاثير الاكبر جاء من خلال ضغوط بعض الانظمه العربية حينها على العائلات والعشائر السورية واللبنانيه... ونجحوا ..في التشويش واطلاق الاشاعات المختلفه.. وهناك مقوله في ذلك الزمن للرئيس السوري حينها شكري القوتلي لتبرير موقفه: