باللون والكلمة والنغم اختار صنّاع الجمال في عالمنا الواسع أن يواجهوا الوباء ، فلم تستطع مسافات الأمان أن تمنعهم من بثّ الفرح والسلام في الفضاء الرقمي اللانهائي ، فهكذا هم حملة الرسالة الإنسانية الصادقة ، يُصرون على التمسك بأنفاس الحياة الدافئة ، والعزف بعذوبة متناغمة على أوتار الأيام رغم ظُلمة الليل ووعورة الطريق ، فكانت خمس من السنين التي أينعت ألواناً وشعراً ونغماً ، في فعالية كونية تمكن صُنّاعها من تنفيذ الحُكم بالأمل على سكان الأرض ، فكانت البداية التي استقطبت الشعراء ومبدعي الفنون التشكيلية والموسيقية من مختلف بقاع الوطن العربي والعالم ؛ وكأنهم يستحضرون صورة تلك المواسم الثقافية عبر آلاف السنين ، ويعيدون بعثها حداثة وإبداعاً في الزمن الحاضر ، وغايتهم الوحيدة إرساء قيم الجمال و السلام والحُبّ والأخوة الإنسانية كالوتد في عالم غابت بعض براءته خلف مادية جوفاء ، واستهلاكية شرهة .
وإنّ مهرجان لون ، كلمة ، نغم السياحي الدولي في دورته السابعة يحلّ رغماً عن أنف الجائحة التي وصمت زماننا باسمها ، فكانت الرغبة في اختراق الصورة النمطية للمهرجان ، حافزاً لتخطي ظروف المرض ، والقلق ، فكان صوت النبض عالياً في فعاليته الغنائية الأوبرالية ، وكان الهمس موجاً هادئاً وهو يجمع الشعراء من أرجاء الوطن العربي الحبيب ، ويُلقي بجميل قوافيهم على شواطئ منصات التواصل الاجتماعي ، وفي صرخة مُصرة على الحياة تأتي فعاليته الفنية ، وقد قطفت ألواناً من فنون المبدعين ، لتعرضها في غير أماكن العرض المعتادة ، وكأنما هو الإنسان وبعد أن تجاوز خوفه من المجهول ، ، صار مُشاكساً ، مراوغاً ، وقادراً على محاكاة المُتاح مما أنتجته التكنولوجيا ، فكانت النتيجة معرضاً رقمياً يخترق المسافات ، ويتحدى ظروف البُعد والوقاية ، ليُعلن انتصار الحياة .
والحقيقة أنّ مؤسس المهرجان الأستاذ والشاعر فادي شاهين ذو نفس طويل ، فقد تمكن طوال السنين الخمس الماضية من الجمع بين مختلف أشكال الفنون كالتصوير والحرف اليدوية والخط العربي والموسيقى والشعر ... وغيرها الكثير من الفعاليات التي تتفنن إدارة المهرجان في استقطابها ، فالمهرجان يُشكل حالة ثقافية مُشعة بالإبداع ، ومحترفة في تجاوز المسافات والاختلافات والعراقيل ، فكانت تلك الحالة بارعة في مواجهة تحدي الفيروس لتصبح صفة ( الإلكترونية ) مضافة إلى اسم النسخة السابعة من المهرجان ، وهكذا إلى حين العودة مرة أخرى إلى أرض الواقع .