دولة رئيس الوزراء صاحب الولاية العامة… قرات اليوم مقال لزميل من جامعة اليرموك بخصوص التلاعب بالترقيات الأكاديمية لأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات الأردنية، وكتبت سابقا بذات الموضوع، فهذه قضية عامة تمس الوطن قبل أن تمس عضو هيئة التدريس في سمعته ورزقه ومسيرته الأكاديمية، ولكي تعرف أن الترقيات اصبحت جزء من تنمر بعض رؤساء الجامعات حاضرا وماضياً على زملائهم، وأصبحت وسيلة لبعض رؤساء الجامعات والإدارات الجامعية المختلفة لشراء الولاءات والسكوت عن مخالفاتهم المالية والإدارية، تجد أن الترقيات في بعض الجامعات تحتاج اقل من اربعة إلى ستة شهور ولكن في جامعات أخرى تحتاج الترقية إلى ثلاث سنوات وإذا كنت من اصحاب الواسطة يمكن أن تحصل على ترقيتك بأقل من شهرين، وفي بعض الجامعات كما علمنا يتم إخفاء الردود الإيجابية من المحكمين لمن لا يدور في فلك الرئيس وصحبه، وفي بعض الجامعات أصبح مصطلح (مخالط) يطلقه بعض أعضاء هيئة التدريس على من ترد معاملته كيدياً لأن له علاقة مع من هو من خارج شلة الرئيس، ويتفنن بعض الرؤساء ومساعدوهم في التنكيل بأعضاء هيئة التدريس وترقياتهم، من خلال إفتعال أسباب واهية لا يقبلها عقل ولا هي من الأعراف الأكاديمية بشيء لرد ترقياتهم، مستغلين خصوصية الترقية وحساسيتها وتسلحهم بسلطة منح صكوك الغفران على شكل ترقيات، ومن العجب العجاب أن بعض الضعاف أكاديميا يترقون بسرعة، والمتميزون تنصب لهم المكائد لتعطيل ترقياتهم، الوضع وصل في بعض الجامعات مستوى لا يمكن السكوت عليه، ونضعك يا دولة الرئيس أمام مسؤلياتك، فالتعليم مثل القضاء إذا اهتزت اركانه اهتزت اركان المجتمع، فمثل هؤلاء غير المؤتمنين على ترقيات زملائهم ليسوا مؤتمنين على إداراتهم وجامعاتهم، والمصيبة أن من يعطل ترقية من يستحق هو نفسه من يمرر ترقية من لا يستحق،
نكتب لك في زمن أصبحت ترقيات أعضاء هيئات التدريس تمنح في المحاكم… مع احترامنا الكبير لقضائنا العادل،أو من خلال الواسطة، وأصبح أول سؤال لمن يترقى بسرعة من هو واسطتك..! وحدث معي شخصياً حيث إتصل بي زميل في جامعة حكومية شاكيا أنه تقدم منذ سنة ونصف وللآن لم يترقى، فقلت له يا عزيزي (شوفلك واسطة للرئيس) وفي الاسبوع التالي صدرت ترقيته، واتصلت به مباركاً وسألته فقال عملت بنصيحتك قريبي له معرفه محافظ والمحافظ اتصل بالرئيس وقال له الاسبوع القادم وهكذا تمت ترقيتي( والله على ما أقول شهيد ولدي الأسماء)، ولدينا أمثلة كثيرة على ذلك… للأسف.
نكتب لكم دولتكم في وقت يغض مجلس التعليم العالي ووزارته الطرف عن سلوكات رؤساء جامعات يندى لها الجبين، في التنمر من خلال التنكيل بزملاههم وإساءة إستخدام السلطة والإرادة الملكية السامية، ومحاولة تشويه سمعة زملائهم من خلال ترويج اكاذيب وإشاعات باطلة، مؤسف أن يمارس رئيس جامعة أيا كان، ويدعي أنه مدعوم..! مثل هذا، ومؤسف أن نكتب بمواضيع تسيء لجامعاتنا وأساتذتها... والذين من المفروض أن يتفرغوا لطلبتهم وأبحاثهم في أجواء أكاديمية نظيفة تليق بهم، مؤسف أن تتحول جامعاتنا لساحات تصفية حسابات، مؤسف أن نحتاج في المرة القادمة للكتابة لجلالة الملك ليضع حدا لكل مسيء كائنا من كان…
في الجعبة الكثير مما يمكن قوله ولكننا يا دولة الرئيس يا صاحب الولاية، ننتظر إجراءاتكم … فهل مطلوب من أساتذة بعض الجامعات اللجوء لمنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية لوقف تغول إداراتهم أو رئيسهم؟…أم اللجوء للإعتصامات؟ الإحتقانات كبيرة والحل العاجل مطلوب… وحمى الله الأردن.