قال تعالى في محكم كتابه "وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ".
أيها الأخ والصديق العزيز قادر ناتخو؛
لقد كان للجلوس في حضرتكم والاستماع إلى أحاديثكم التي كانت دوماً تتميز بالهدوء والقومية الصادقة وحسن اختيار الكلمات تبث الأمل والتفاؤل والحماس والإقدام.
كنت الرجل الذي يحب أن يرى شباب قوميته متكاتفين متعاضدين معاً، متحابين يعملون ويزرعون بذور الخير وإعداد أجيال قادرة صامدة محبة لبعضها البعض.
لقد حضرت معك عدة لقاءات في الأردن والقفقاس، كنت المستمع الجيد الذي يسجل كل كلمة، الناصح الأمين لما فيه مصلحة الأهل والقومية بهدوء تام دون أن تثير الحضور وأي جهات أخرى،
مؤلفاتك أورثتها للأجيال القادمة لكي يعايشوا ما عاناه الآباء والأجداد وأنت واحد منهم، زرعت العطاء وليس أي عطاء، عطاؤك بنفسك، ومالك، عطاؤك بفكرك وكلمتك وقلمك.
نشرت التاريخ بلغات متنوعة وعلى نفقتك وجهدك الخاصين!
الله الباري عزوجل أسأل أن يرحمك ويغفر لك ويسكنك فسيح جناته،
وإنني وأنا أعزي نفسي وأعزي معارفك ومحبيك جميعاً؛
أعزي الأخت الغالية شريكة حياتك صاحبة الخلق الطيب، المربية الفاضلة، وأدعو من القادر الرحيم أن يلهمك الصبر والسلوان، فأنتِ والمرحوم ينطبق عليكما وصف الطيبون للطيبات والطيبات للطيبين، أكرمتم بعضكم في دنياكم وأسأله تعالى أن يكرمكم بكرمه في آخرتكم في الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وحسُنَ أولائك رفيقاً.
رحم الله الفقيد وجعل رسالته وكتبه نبراساً تنير مستقبل وهمة شبابنا جيلاً بعد جيل.