بعزيمة واثقة من حتمية الانجاز، وارادة صلبة لا تلين تجمع بين القوة والحكمة، يعبر الاردن بثبات الى المئوية الثانية، مئوية الدولة ومؤسساتها، والشعب ومنجزاته ونظامنا السياسي ورسالته، يعبر الاردن للمستقبل الواعد مقرونا بتطلعاتنا الوطنية وامالنا القومية، وفق رؤية منبثقة من رؤية الملك القائد، حيث تحمل ارادة تقوم على دفع سبل الانجاز بكل مشتملاته، وتعمل على اعلاء القيم الانسانية التي نادى بها الهاشميون منذ الانطلاقة و النشأة من على ارضية مبادىء حملتها المملكة الرابعة لتحقيق مناخات السلم الاهلي والامن الاقليمي ولتعزيز مناخات السلام العالمي.
والاردن الذي يحمل عنوان «وطن الاديان» القيم ورسالته يرنو لتوحيد جهود البشرية من اجل الحفاظ على ارثها بوضع الاطار العام لتكامل الحضارات، ويعد الاطار للعام الذي تحافظ فيه البشرية على النسق العام للثقافات الانسانية وتحافظ فية ايضا على مسيرة تراكم الانجاز الانساني وتحميها من الانقطاع القصري نتيجة التجاذبات السياسية او الصراعات الاقليمية التي تقوم اما على السيطرة على الثروات او على بسط وامتداد النفوذ.
وذلك من خلال استراتيجية عمل تسهم في وقاية الحضارة الانسانية وحمايتها من مغبة الاختزال الاثني او الايدولوجي ولتبقى الحضارة الانسانية بعيدة عن الصراعات السياسية، والوعاء الثقافي للبشرية مصان عن البيئة الاقليمية السلبية الناتجة عن مناخات صراع الثقافات نتيجة تمترس بعض الفئات الاقليمية وراء عصبيات مذهبيات او هويات فرعية اثنية تسعي لاختزال الحقيقة وتقوم بخلق اجواء من الاحتقان ادت لايجاد مناخات التطرف الاقصاء، حتي وصل الى مستويات صادرت الحقائق وقامت بالغاء الاخر عندما استخدمت الارهاب بالفكر والممارسة.
والاردن هو من يتصدى لمجابهته نيابة عن المجتمع الدولي والفكر الانساني بعزيمة واثقة، وفكر نير، فهو على ثقة من واسع قدرته لتحقيقه الحماية المطلوبة يناصره بذلك المجتمع الدولي وعمق بيت القرار العالمي في مكافحة الارهاب بكل اشكاله ايدولوجية كانت ام ارهاب دولة، ولقد برز ذلك بوضوح عندما اعتبر المجتمع الدولي بان جلالة الملك عبدالله الثاني هو المحارب الاول ضد الارهاب التطرف كما هو المدافع الاول عن القيم الانسانية والثقافات الحضارية في منطقة مهد الحضارات.
كيف لا، والاردن يشكل «وطن الاديان « وقيادته السياسية والامنية تحميه فكرا وممارسة، لذا استحق الاردن الحظوة في المحافل العالمية والعلامة الفارقة بين المجتمعات العالمية، بعد ما شكل في اتون الحرب ضد الارهاب رافعة داعمة للرسالة الانسانية وحامية لمحتواها الحضاري التليد مما عزز من مكانته العالمية ورفع من منزلته السياسية وارتقى بدوره الامني والانساني على مسرح الاحداث، حتى غدا يشكل نموذجا قيميا للانسانية واستحق الاردن بذلك الثناء والدعم لدورة وحسن ادائه في حماية للفكر الانساني والتنوع الحضاري والتعدد الثقافي.
واذ نحتفل بمئوية الدولة التي حملها الغر الميامين من بني هاشم الاطهار، ونستذكر امجادهم التليدة انما نستعرض مراحل الشرعية ومرتكزاتها، والتي بدات بشرعية تاريخية عند وضع قاسم الحجر الاسود في مكانه التاريخي المشرف، وما تبعتها من شرعية دينية جاءت من وحي الرسالة الاسلامية ونسل سلالتها الهاشمية المباركة، وما تلتها من شرعية ثورية انطلقت من رسالة الثورة العربية الكبرى ومبادئها النيرة، ومن بعد ذلك بزغ فجر شرعية الانجاز التي شيد بناءها جلالة الملك عبدالله الثاني في حقبة المملكة الرابعة عندما قام بوضع استراتيجية عمل تقود الدولة الاردنية الى مصاف الدول المتقدمة.
فلقد عمل جلالة الملك عبدالله الثاني على تجسيد نهج شرعية الانجاز عبر احقاق مكانتها، وابراز عناوينها، من خلال اطر تشريعية حداثية، وبرامج تنموية تطويرية، وخطط تنفيذية سعت للارتقاء في البنية التحتية والنهج التنموي، وفق استراتيجية قامت على شرعية الانجاز حيث تضمنت المحافظة على المنجزات الوطنية والمكتسبات الشعبية وحماية الدستور عبر تعديله وحماية الاطار العام للحريات عبر اجراء الانتخابات وغيرها من الإجراءات الاحتوائية التي كانت ممنهجة وناجحة في التفاعل الايجابي بين التطلعات الشعبية والمقتضيات الرسمية.
كما عملت على وضع خطة معلوماتية وفق رؤية استدراكية للتعاطي مع الاحداث الاقليمية والدولية جاء ذلك وفق سياسات موضوعية قادت للتعامل مع الظرف الامني والسياسي والانساني المحيط كما عملت على ايجاد خطة عمل قادرة للتعامل والارتقاء بذاتية الدولة عبر اسس علمية عملية تقوم على قاعدة تراكم الانجاز البنائي والمعرفي، وسياسيات احترازية وقائية تعاملت مع الاحدات بحرفية عالية و معلوماتية مهنية متناهية الدقة قامت على حماية الموجودات واستثمار الظرف الخارجي لصالح التعامل الداخلي.
حيث وضعت الدولة استراتيجية عمل للتعامل مع الاحداث المحيطة والداخلية من خلال المؤسسات العسكرية والامنية التي اثبتت قدرتها على التعاطي مع المشهد من خلال استراتيجية ردعية واخرى احترازية كانت قد مكانتها من التعامل مع الظروف المتغيرة فبرهنت قدرتها بالدفاع عن الاردن ورسالة، وهي الاربعة عناوين التي جعلت من الدولة الاردنية محط اعجاب واعجاز في المحافظة على الدور السياسي المحوري والمسيرة التنموية الواعدة، من على قواعد مبدئية تستند للقيم الوطنية والقومية والحضارية والانسانية، التي يقوم عليها فكر الدولة ورسالتها.