وان كان المهاجرون العرب من فلسطين والاردن ولبنان قد سيطروا بشركاتهم على التفاح في تشيلي بل وحكموا الاقتصاد فيها وشكلوا اكثر من حكومة في سنتياغو، ونجحوا ايضا في تقديم نموذج مميز في توطين الاستثمار عز نظيره كما في المواطنة في ذات السياق لكنهم مازالوا يحتفظون بكل القيم العربية والقدس ومكانتها مازالت معهم على الرغم من وصولهم الى سدة بيت القرار ومنزلة نفوذ سياسية استثنائية.
وعلي نقيض مما قامت به شركات جمهوريات الموز، فلقد قدم المواطن العربي نموذجا في العمل الجاد والبناء الاصيل، عندما حمل ارثه ورسالته في حله وترحاله، حيث حملها بكل مبادىء وقيم، وساعد على ايجاد اضافة نوعية للمجتمع المعرفي من خلال اسهاماته الفاعلة على كل الاصعدة واضافاته الغنية على مستوى الاقتصاد الانتاجي الذي شكله نموذجا بل واوجد لهذا الاقتصاد بيئة ملائمة في خلال التجارة بالتفاح التشيلي الذي بات يشكل علامة فارقة انتاجية للمجتمع هناك.
ولما تتمتع به الشوبك من مزايا مناخية شبيهة بتلك الموجودة في تشيلي من حيث الارتقاع الجغرافي والمناخ البارد فان الشوبك قادرة ان تكون مملكة للتفاح لما تتمتع به من مناخ مناسب واراض زراعية ملائمة، يمكن عبر الاستثمار فيها جعل الشوبك مملكة التفاح المستقبلية، هذا اذا ما تم استيراد الزراعة المعرفية وتم الاعتماد على الصناعة الزراعية على ان يكون ذلك ليس فقط في الشوبك بل وتشمل القادسية في الطفلية وعجلون وغيرها من المناطق التي يمكن ان ترشدنا اليها المخططات الشمولية في المحافظات.
لذا كان العمل على استقطاب شركات كبرى تعمل ضمن مزايا ضريبية وتسهيلات خاصة امر مهم في دعم عجلة الاقتصاد الانتاجي وامر ايضا مهم في تعزيز مستويات الثقة فالشركات العالمية لا تاتي الا اذا كان هنالك فرص وتم تهيئة هذه الفرص امام قطاع الاستثمار للعمل والانتاج، فنكون قد قمنا بتوطين الاستثمارات من جهة وعملنا على تاسيس لمناخات انتاجية واعدة من جهة اخرى، فان مسار الاقتصاد الانتاجي يصعب تاسيسه دون معرفة والمعرفة تمتلكها الشركات الكبرى التي نحن بحاجة اليها في مرحلة التاسيس والتكوين، لميلاد منزلة الاقتصاد الانتاجي، بسياساته وثقافته وبعلومه ومعرفته، فان عصر جمهوريات الموز بات فعلا ماضيا لان مناخات الهيمنة انتقلت للدول على حساب الشركات.
ولان نماذج الموز والتفاح في الوقت الحاضر يسيطر عليها عرب الشام في امريكا اللاتينية، فان العمل على استقطاب هذه الشركات يبدو ممكنا جدا، خصوصا في دول امريكا اللاتينية التي يبدو انها ستكون قادمة لمنازل اكثر تقدما في منظومة الامن الغذائي التي كان جلالة الملك عبدالله الثاني قد تحدث عن اهمية الاردن لتكون مركزا للامن الغذائي للمنطقة، ويبدو ان الساحة الخلفية لهذه الاستراتيجية يمكن ان تكون امريكا اللاتينية، وهذا يتطلب فتح افاق التبادل التجاري ضمن مزايا المناطق الحرة لهذه الدول في الاردن، وهي مبادرة تبقى برسم اجابة استراتيجية عمل الحكومة للمرحلة القادمة.