نماذج التربية الأسرية التقليدية التي كنتم تنتهجونها في منازلكم وتسيطرون بها على فلذات أكبادكم.. ذهبت أدراج الرياح، وتسللت نماذج تربوية أخرى إلى بيوتكم اشتريتموها بأموالكم.. انتهكت خصوصياتكم وسيطرت عل عقول بناتكم قبل أبنائكم برضاكم وأمام أعينكم، وأصبحت الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، والأبواب لم تعد موصدة أمام أي اعتبارات.. وأصبح تغيير الفِكر والمُعتقد والسلوك مُمنهجاً عبر الألعاب الالكترونية والأفلام الكرتونية والمسلسلات التلفزيونية وحتَّى المواد والأساليب الدعائية.
والهاتف النقال الذي كان يُستخدم للمكالمات؛ أصبح للعرض والترويج اللامحدود وبجميع الطُرق والأساليب، وبدء أبنائنا استخدامه في سن مُبكرة وأحياناً مُبكرةً جداً ولا يكاد يفارقهم إلا عند نومهم.
لست ممن يُحاربون التكنولوجيا الحديثة والتطور التقني، ولكني ممن يؤيدون استخدامها بحذر ورقابة خاصةً لدى جيلٍ لا يُدرك ما يضُره ولا ينفعه، وأصبح بأمس الحاجةِ للتحصينِ ضد كل ما من شأنه إفساد حاضره ومستقبله.
أقول.. أبناءنا أمانات في أعناقنا وسوف نُسأل عنهم وعن المبادئ والتعاليم التي وضعها رب العِزة كمناهج تربوية وتعليمية وسلوكية سليمة وقويمة صالحة لكل زمانٍ ومكان تضمنتها كُتبه السماوية وجاء بها أنبيائه ورُسله.